انتخابات البرلمان.. آمال المعارضة في شبابها ولا تواجد لأحزابها
عول الكثير على الكوادر الشابة المحسوبة على التيار المعارض في تعويض غياب الأحزاب الرسمية في تشكيلة المجلس النيابي القادم، حيث تتعلق حظوظ المعارضة بمدى قدرة نواب تكتل 25/30 وبعض الصاعدين على الصمود في مرحلة الإعادة أمام مرشحي مستقبل وطن وأصحاب النفوذ في الدوائر الكبيرة التي تشهد منافسة حامية في المرحلتين الأولى والثانية.
ووفقا لدراسة أعدها المركز الوطني للاستشارات البرلمانية، فإن الانتخابات البرلمانية الحالية شهدت مشاركة محدودة على المقاعد الفردية بالنسبة لأحزاب المعارضة. وبخلاف مقاطعة حزبي “الدستور والكرامة” للانتخابات، وانضمام أحزاب “الإصلاح والتنمية والمصري الديمقراطي والعدل والتجمع” إلى القائمة الوطنية من أجل مصر، ليضمنوا المشاركة في مجلس النواب المقبل، لم يشارك سوى حزبا المحافظين والتحالف الشعبي الاشتراكي.
وأشارت الدراسة إلى أنه رغم مشاركة 38 حزبا في الانتخابات البرلمانية، إلا أن 29 حزبا كان عدد مرشحيهم أقل من 20 مرشح، بواقع 76.3% من إجمالي الأحزاب، لافتة إلى أن حزب “مستقبل وطن” كان أكبر الأحزاب صاحبة الترشيحات على المقاعد الفردية بـ280 مرشحا، يليه حماة وطن بـ121 مرشحا، والوفد بـ67 مرشحا والشعب الجمهوري بـ58 مرشحًا.
وبينت الدراسة أن الأحزاب المحسوبة على المعارضة، لم تدفع بعدد وافر من المرشحين، إذ دفع التحالف الشعبي الاشتراكي على سبيل المثال بمرشحين فقط في الانتخابات، وأن حزبي الأحرار الاشتراكيين والأحرار الدستوريين دفع كل منهم بمرشح واحد فقط في الانتخابات، في الوقت الذي دفع فيه حزب العدل بخمس مرشحين.
ورغم الأعداد القليلة لمرشحي أحزاب المعارضة، إلا أن عددا من المرشحين على المقاعد الفردي “المستقلين” محسبون على المعارضة، أبرزهم نواب ائتلاف “25 / 30″، وفي مقدمتهم النواب “أحمد طنطاوي وضياء الدين داوود وهيثم أبو العز الحريري”، فضلا عن النائبين محمد فؤاد وعلاء شلتوت مرشحي الحزب المصري الديمقراطي.
وضمت قائمة المستقليين المدعومين من العارضة كلا من: ” المرشح بدائرة مدينة المنصورة أحمد الشرقاوي، والمرشحين بدائرة مطوبس بكفر الشيخ ومحمد داوود الحسين شاهين، والمرشح بالمطرية المنزلة محمد العثمان، والمرشح بعابدين بالقاهرة علي سليمان، والمرشح بالمحلة الكبرى أحمد بلال، المرشح بالتجمع الخامس تامر سحاب، والمرشح بالأربعين بالسويس طلعت خليل، وبورسعيد إسلام عوض، ومنية النصر بالدقهلية محمد بركات”.
“الجولة الأولى”
وفي المرحلة الأولى للانتخابات، والتي شهدت حسم 32 مرشحا للصراع الانتخابي من الجولة الأولى بتحقيق الأغلبية السابقة، غياب كل الأسماء المحسوبة على المعارضة، أبرزهم مرشحي المصري الديمقراطي “محمد فؤاد وعلاء شلتوت”، والتي أسفرت خسارتهما عن تقديم تظلمات للجنة العامة لوقف إعلان نتيجة الانتخابات، مطالبين بإعادة فرز الأصوات.
وفي ظل عدم رد الهيئة الوطنية للانتخابات على تظلمات الحزب، حرك الحزب طعنيين بشق مستعجل بقضاء مجلس الدولة مطالبين وبصفة مستعجلة بإصدار حكم بإلزام الهيئة الوطنية للانتخابات بوقف إعلان النتيجة النهائية للانتخابات حتى تنتهي من بحث التظلمات المقدمة، وهو ما لم يحدث في النهاية، وأعلنت الهيئة خسارتهما.
ومع خسارة جميع مرشحي حزب المحافظين في الجولة الأولى، تمثلت بارقة الأمل الوحيدة بالنسبة للمعارضة، في عضو مجلس النواب الحالي والمرشح في الانتخابات عن دائرة (محرم بك- كرموز- مينا البصل بالإسكندرية، والذي يخوض جولة الإعادة، بعد أن حل رابعا في الترتيب النهائي لعدد الأصوات بالنسبة للمرشحين في الدائرة.
ووفقا للترتيب النهائي لعدد المرشحين في دائرة الحريري، والذي جاء كالتالي: “محمد جبريل، 39 ألفا و386 صوتا، وعمرو كمال 16 ألفا و292 صوتا، ومحمود قاسم 29 ألفا و111 صوتا، وهيثم الحريري 22 ألفا و60 صوتا”، تبدو فرصه أقل من منافسيه الثلاث، إلا أنه يأمل في مساندة أكبر من داعميه ليتمكن من البقاء داخل أروقة المجلس في الخمس أعوام المقبلة، خلال جولة الإعادة في الخارج 21 و22 و23 نوفمبر المقبل، وفي الداخل 23 و 24 نوفمبر.
“الجولة الثانية”
وحملت الجولة الثانية العديد من الأنباء السعيدة بالنسبة للمعارضة كان بطلها الأكبر عضو مجلس النواب الحالي، أحمد الطنطاوي، والذي شهد يومي التصويت إقبالا كبيرا من الشباب لدعمه في الصراع الانتخابي ليكون الأولى على مستوى دائرته، وفقا للمؤشرات الأولية لنتيجة الانتخابات بإجمالي 44 ألف، و402 صوت.
وسجلت اللجنة العامة إجراء الإعادة بين 6 مرشحين يتصدرهم أحمد الطنطاوي، بعد حصوله على 44 ألف، و402 صوتا، ويليه حصول مرشح حزب الوفد باسم حجازي، على 34 ألف، و47 صوتا، والمرشح سيد شمس الدين، حصل على 30 ألف، و877 صوتا، واللواء مراد جمال محمد القطان، على 29 ألف، و28 صوتا، وحصل المرشح ياسر منير عبدالجواد عبدالخالق، على 27 ألف، و28 صوت، بينما حصل المرشح محي الدين فتح الله محمد القطان، على 22 ألف، و85 صوتا”، ليكون صاحب الحظ الأوفر في ألفوز بالمقعد.
ومن كفر الشيخ إلى دمياط، وتحديدا في الدائرة الأولى، معقل عضو تكتل “25/30″ ضياء الدين داوود، والذي يخوض جولة الإعادة بعد احتلاله المركز الأول في عدد الأصوات على مستوى الدائرة بإجمالي 43 ألف و586 صوتا، يليه أيمن رخا بـ22 ألف و639 صوتا، ثم ضياء بصل بـ 21.041 صوتا، وياسر أبوهندية على 14.773صوتا.
وفي المنصورة، حل المرشح أحمد الشرقاوي في المركز الرابع من حيث ترتيب المرشحين في الدائرة بحسب المؤشرات الأولية التي أعلنتها اللجنة العامة بمدينة المنصورة، بعد الانتهاء من فرز أوراق التصويت بجميع اللجان الفرعية، وتصدر قائمة المرشحين وحيد فودة بـ35523 صوتا، ومحمد البسيوني بـ22414 صوتا، ونبيل أبو وردة 13616بـ صوتا، وأحمد الشرقاوي بـ25269 صوتا، ومحمد الشناوي بـ11436 صوتا.
وفي الزيتون، عزز النائب محمد عبد الغني، عضو تكتل 25-30، من تواجده بالدائرة، بخوضه جولة الإعادة، قائلا عبر حسابه بـ”فيس بوك”: “اشكر كل أهل الزيتون والأميرية اللذين وقفوا معنا في مواجهة طغيان المال السياسي وكل الأساليب الغريبة علينا التي واجهناها، إنني اتشرف بأن انتمي الى كل الفريق الذي وقف بالساعات ومشي الآف الخطوات من أجل المبدأ ومن أجل الحلم ومن أجل الحق”.
وأضاف عبد الغني: “أخوتي الأعزاء إن جهدكم الذي بذلتموه باخلاص شديد وكل خطوة مشيتموها أو نقطة عرق بذلتوها أو لحظة واحدة وقفتوها هي شمعة تنير الطريق من أجل مستقبل أفضل لنا ولأبناءنا ولوطننا.. من حقكم أن تسعدوا بانتصار إرادتكم.. وواجبي أن أعاهدكم على أن نحافظ على إرادتنا وشرف دائرتنا ووطننا”.
وأعلنت اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات في محافظة الغربية، عن خوض جولة الإعادة في دائرة بندر المحلة بين نعمت رشاد قمر وأحمد بلال الصحفي في “المصري اليوم”، والمنتمي إلى المعارضة، بعد حصولهما على 38 ألف صوت و22 ألف صوت على الترتيب، لتبدو فرص بلال “أقل من منافسته”.
وعلى نفس المنوال سار رجل الأعمال ورئيس حزب المحافظين أكمل قرطام، والذي فشل جميع مرشحي حزبه في الفوز أو خوض جولة الإعادة في الانتخابات. ويواجه قرطام منافسة شديدة مع النائب علي عبد الونيس، لكنه يبدو أقرب للفوز بالمقعد بعد حصوله على حوالي 24 ألف صوت، يليه عبد الونيس بـ21 ألف و400 صوت، إلا أن القدرة المادية لقرطام وعبد الونيس هي من ستحسم الصراع بينهما.
ومن المقرر أن تجرى جولة الإعادة بانتخابات مجلس النواب في محافظات المرحلة الثانية أيام 5 و6 و7 ديسمبر في الخارج، ويومي 7 و8 ديسمبر في الداخل.