كيف أصبحت مصر قبلة للسياحة العالمية بفضل قناة السويس.. كتاب يجيب
كان لافتتاح قناة السويس البحرية، أثر عظيم على كل المناحى الحياتية، فمصر قبل افتتاح القناة الاصطناعية الأولى في العصر الحديث، لم تصبح كما قبلها، فكان هناك تقدم كبير وملحوظ في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، فضلاً عن الأثر السياحى الكبير. وتمر اليوم الذكرى الـ151 على افتتاح قناة السويس البحرية للملاحة أمام حركة السفن البحرية، تعتبر هذه القناة أول قناة اصطناعية تستخدم فى السفر والتجارة، وتعود الفكرة الأساسية فى إنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط الى قديم الزمن حيث حفرت مصر أول قناة اصطناعية على سطح الكوكب عندما حفر الفراعنة قناة تربط بين نهر النيل والبحر الأحمر. قناة السويس وبحسب كتاب “المنشآت المعمارية فى عصر الخديو إسماعيل” تأليف أحمد محمد على غباشى، كان من أهم النتائج التي ترتبت على افتتاح قناة السويس للملاحة، أن توافدت على مصر أعداد غفيرة من السياح الذين وصلوا ميناء الإسكندرية في شهر أكتوبر 1869،
وقد جاء بعضهم على نفقتهم الخاصة والآخر نزل ضيفًا على الخديو إسماعيل. كتاب المنشآت المعمارية فى عصر الخديو إسماعيل وقد انعكس ذلك على النشاط السياحى، ففي مدينة الإسماعيلية كان من أصعب الأمور على الضيوف والسياح أن يعثروا على أسرة شاغرة بفنادق المدينة لأنها كانت دائما مشغولة بالنزلاء.
ومن أهم الآثار التى اتبعت افتتاح قناة السويس الاهتمام بالآثار المصرية وترميمها فلقد صدرت الأوامر الخديوية إلى مدير إسنا بضرورة إجراء الترميمات اللازمة للأماكن لأن الإمبراطورية أوجينى سوف تمر من هذه المنطقة. وأوضح الكتاب إلى أن أعلى معدل للسياحة إلى مصر كان في عام 1869، وهو الذى شهد افتتاح القناة، حيث وصل إلى من 77 ألف سائح، لكنه تراجع في الأعوام الثلاثة التالية بفضل الحرب السبعينية التي نشبت في أوروبا بين فرنسا وروسيا، لكنها عادت قى الزيادة بدأ من عام 1872.
ولفت المؤلف إلى أن نظرة مصر للسياحة قبل افتتاح القناة لم تكن ذات مغزى اقتصادى، لأنه لم يكن هناك تشجيع للسياحة لكى تكون مصدرا لتمويل الخزانة المصرية، موضحا أن استضافة الخديو إسماعيل للكثير من الضيوف لم يكن غرضه خدمة السياحة فقط، ولكن أيضا لخدمة الأمور السياسية والعلاقات الدولية.
والآن وبعد التطور الكبير، وافتتاح قناة السويس الجديدة، لا يزال قطار التنمية وزيادة الاستثمارات السياحية كبير بفضل القناة، خاصة بعد افتتاح التفريعة الثانية الجديدة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث أكد مستثمرو وخبراء السياحة أن قناة السويس الجديدة هى قاطرة التنمية لمصر خلال السنوات المقبلة، ومن الممكن أن تكون منتجا سياحيا يقبل عليه الكثير من السائحين خلال الفترة القادمة من خلال السفن الكبيرة التى تجوب كل موانئ العالم وإضافة جولات تعريفية لركاب هذه السفن.