رادار السياحة في 6 سنوات.. مؤتمرات ومعارض وأرقام عالمية
سجلت مصر جهودا كبيرة من أجل استعادة الحركة السياحية بكامل قوتها على مدار السنوات الست الماضية.
وحملت الدولة على عاتقها منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسؤولية، مهمة استعادة مصر مكانتها في مقدمة قائمة المقاصد السياحية على مستوى العالم خاصة بعد نجاح مصر في استعادة الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي.
وشهد قطاع السياحة طفرة حقيقية بداية من اعادة تصنيف الفنادق، وتحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج، فضلا عن اعتماد طرق جديدة ومبتكرة في الترويج للسياحة المصرية، مع استخدام احدث التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» في أعمال الترويج.
وبلغة الأرقام، حققت مصر رابع أعلى نمو في الأداء عالميا في مؤشر تنافسية السفر والسياحة، وفقا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي للتنافسية في السفر والسياحة لعام 2019.
ليس هذا فحسب، بل إن مصر تقدمت 9 مراكز ليحتل قطاع السياحة المصري المركز الـ65 عالميا بعد أن كان يحتل المركز الـ74، كما تقدمت مصر من المركز الـ60 إلى المركز الـ5 في استراتيجية الترويج والتسويق السياحي.
لم يكن كل ذلك يتحقق دون وضع برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة والذي اشتمل على الإصلاح المؤسسي، والإصلاح التشريعى، والتنشيط والترويج، والبنية التحتية والاستثمار، ومواكبة الاتجاهات الحديثة.
وارتكزت رؤية البرنامج الذي وضعته الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة السابقة ووزيرة التعاون الدولي الحالية بدعم قوى من الرئيس السيسي على تحقيق تنمية سياحية مستدامة من خلال صياغة وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف إلى رفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة المصري وتتماشى مع الاتجاهات العالمية.
ومن هنا يظهر، اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي لقطاع السياحة منذ توليه المسئولية، كان محط إشادة وإعجاب من كافة المنظمات السياحية الدولية؛ حيث أهدى الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية درع المنظمة للرئيس السيسي تقديراً لدعمه الفعال للقطاع السياحي من خلال إطلاق برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة في مصر، بما يساهم في تحقيق إستراتيجية 2030 للتنمية المستدامة.
وأولى الرئيس السيسي اهتماما كبيرا بملف تدريب وتأهيل العاملين في القطاع السياحي، وأهمية التعاون مع المؤسسات الدولية وخاصة منظمة السياحة العالمية في هذا المجال، الأمر الذي دفع منظمة السياحة العالمية لزيادة تعاونها مع مصر.
حرص الرئيس السيسي على تعزيز التعاون والتنسيق لتنشيط السياحة باعتبارها إحدى الدعائم الحيوية للاقتصاد المصري، خاصة مع زيادة الاهتمام بالاستغلال الأمثل للمقاصد السياحية وتنويعها وزيادة مستوى تنافسيتها، بما في ذلك سياحة المؤتمرات من خلال استضافة العديد من الفعاليات الدولية في شتى المجالات خلال الفترة الماضية ونسب المشاركة المرتفعة فيها، بما يعكس الثقة في قدرات مصر التنظيمية.
كما توجهت مصر بقوة نحو المشروعات السياحية البارزة وفي مقدمتها مدينتي العلمين والجلالة، إلى جانب المتحف المصري الكبير والمتحف القومي للحضارة المصرية، وهي المشروعات التي تساعد على الترويج الأمثل للتراث الثقافي والتاريخي المصري، وكذا إعادة صياغة الخريطة السياحية في مصر.
وحصلت على جائزة الريادة الدولية لعام 2019 من المجلس الدول للسياحة والسفر، فضلا عن إعادة صياغة وتطوير العلاقات مع المؤسسات الدولية، حيث ركزت وزارة السياحة على التواصل الدائم والفعال، والتنسيق المستمر مع منظمة السياحة العالمية، والمجلس الدولي للسياحة والسفر، ومنتدى الاقتصادي العالمي، ومؤسسة التمويل الدولية، إلى جانب منظمة التجارة العالمية، وذلك لتبادل الخبرات والتعاون في مجالات التنمية السياحية المستدامة .
المعارض الدولية
وفي مجال المعارض السياحية الدولية؛ ركزت مصر على التواجد في المعارض الدولية للاستفادة القصوى من فرصها الترويجية مع التركيز على الكيف، وليس الكم، كذلك تم استخدام فنون التكنولوجيا التفاعلية، والمنصات الرقمية في تصميم الأجنحة بالتوافق مع اتجاهات التسويق الدولية.
وشملت بدورها تكنولوجيات العرض، والتفاعل المستخدمة لأول مرة كًل من، تكنولوجيا الهولوجرام، والشاشات التفاعلية، والواقع الافتراضي، وذلك بهدف إبراز مصر كدولة حيوية، ومعاصرة.
كما قامت وزارة السياحة بوضع المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق لأول مرة منذ عام 2006، وذلك بعد تحديثها بالتعاون مع منظمة السياحة العالية وغرفة المنشآت الفندقية، ووضعت الوزارة نصب أعينها رفع كفاءة البنية التحتية للمنشآت السياحية، وخاصة الفندقية لتنافس مثيلتها العالمية.
كما أنه للمرة الأولى تم إضافة أنماط سياحية جديدة مثل سياحة المغامرة والغوص وركوب الأمواج، وذلك في ضوء التغيرات التي طرأت على صناعة السياحة عالميا، كما ظهرت الفنادق البيئية، والشقق الفندقية، والبوتيك أوتيل، فضلا عن أنه تم أيضا تحديث المعايير السابقة لنمط الفنادق الثابتة، والمنتجعات والفنادق العائمة.
واهتمت مصر بأخلاقيات السياحة، حيث تم إعداد بروتوكول تعاون بين وزارة السياحة ووزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني لتنمية الوعي السياحي المجتمعي من خلال إدراج مادة عن أخلاقيات السياحة لغرس تلك القيم في طلبة المدارس في مراحل التعليم الساسي، وأيضا من خلال تدشين مسابقات فنية متنوعة بين الطلب يكتسبون من خلالها مهارات وفنون التعامل مع السائحين لخلق جيل لديه الوعي بأهمية السياحة.
وأعلنت وزارة السياحة «ختم المساواة»، والخطوات التي يجب على المنشآت السياحية المختلفة في مصر تطبيقها للحصول عليه، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، والذي يأتي في ضوء اهتمم الوزارة بزيادة أعداد الإناث العاملات بالقطاع، حيث تعد الدولة الأولى عل مستوى العالم التي تطلق «ختم المساواة» بقطاع السياحة.