“فاينانشيال تايمز”: خروج ترامب من البيت الأبيض يُثير دعوات للتوصل إلى اتفاق مع كوريا الشمالية للحد من تسلحها النووي
سلطت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ الضوء على حث خبراء السياسة الخارجية لوزير الخارجية الأمريكي جو بايدن على تأمين اتفاقية للحد من التسلح مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قبل مغادرة الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض في 20 يناير المقبل؛ وهو تغيير وصفته الصحيفة بالجذري الذي قد ينبثق بعد عقود من الدبلوماسية الأمريكية غير الناجحة.
وأشارت الصحيفة (في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني) إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة بداية من بيل كلينتون إلى دونالد ترامب فشلت جميعها في منع كوريا الشمالية من تطوير تكنولوجيا نووية وصاروخية.. حتى جربت واشنطن بعض السياسات الناعمة مثل المساعدات والسماح بالمشاركة الاقتصادية مع كوريا الجنوبية، فضلا عن نهج العقوبات الاقتصادية المعوقة، غير أن هذه الاستراتيجيات فشلت كلها في إقناع نظام كيم بالتخلي عن برامج أسلحته.وأوضحت أن كوريا الشمالية تمتلك الآن ما بين 20 و40 رأسًا نوويًا، مما أجج دعوات دولية للولايات المتحدة لتحويل تركيزها إلى مجرد الحد من التسلح..
وهذا يعني القبول الضمني بوضع بيونج يانج كدولة مسلحة نوويًا والتركيز على كبح التطوير النووي لديها وتجنب استخدام الأسلحة الموجودة، بدلًا من المطالبة بنزع الأسلحة النووية.و تطرقت إلى آراء بعض المسؤولين في هذا الشأن، حيث نقلت عن فان جاكسون، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” وكان مستشارًا للعديد من الحملات الرئاسية للديمقراطيين، قوله إن سعي واشنطن لتحقيق الأمن المطلق أصبح “حالة نهائية طموحة بشكل متزايد” ، لاسيما مع تقدم قدرات أسلحة كوريا الشمالية بسرعة، مضيفا أن “كوريا الشمالية لن تتخلى عن الأسلحة النووية..
وأن السعي لعكس هذه الحقيقة يعد خياليا وغير واقعي”.فيما أفاد فيكتور تشا، وهو خبير في شؤون كوريا الشمالية خدم في مجلس الأمن القومي أثناء إدارة جورج دبليو بوش بأن محادثات الحد من التسلح يجب أن تسعى على المدى القصير إلى وضع حد واحتواء العناصر الأكثر خطورة في برامج أسلحة كوريا الشمالية، لافتا إلى أن هذا النهج ليس له سابقة في مفاوضات الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية، لكن لديه سوابق في محادثات الحد من الأسلحة خلال الحرب الباردة.وبهذا الصدد، أوضحت “فاينانشيال تايمز” أنه لكي يتم تجنب الاتهامات بتخفيف الموقف الأمريكي ضد كيم، يتعين على الرئيس المنتخب جو بايدن وضع “إطار” للعملية كإجراءات مؤقت نحو هدف نزع السلاح النووي.من ناحية أخرى، أشارت الصحفية إلى أن الخبراء أقروا بوجود صعوبات جمة في تقديم تنازلات لكوريا الشمالية..
على اعتبار أن أي سياسة من هذا القبيل ستواجه معارضة في الكونجرس الأمريكي، الذي طالما كان متشددًا ضد أسلحة الدمار الشامل لنظام كيم.. فيما كان التحقق من مزاعم التزام كوريا الشمالية بالاتفاق أمرًا مستحيلًا في الماضي، نظرًا لنقص التدخل الدولي في هذه الدولة التي تتغلف بالسرية.