مشروع طريق جديد لربط مصر بمحيطها الإقليمي.. برلمانيون: خطوة مهمة لتفعيل الوحدة الأفريقية.. وينشط حركة التجارة العالمية ويدفع عجلة الاقتصاد القومي
فى إطار توجيهات القيادة السياسية المستمرة بتحقيق التنمية الشاملة في مصر وإنشاء شبكة نقل ضخمة تساهم في تسهيل تنقل المواطنين وتسهيل حركة التبادل التجاري بين مصر ودول الجوار، مشروع طريق جديد كشف عنه الفريق كامل الوزير تحت قبة البرلمان أمس، الأحد، بإنشاء طريق بري يربط مصر بـ ٨ دول أفريقية منها السودان.
وأبدى عدد من أعضاء مجلس النواب، دعمهم الكامل لهذا المشروع، مؤكدين أنه بمثابة خطوة فعالة لتفعيل الوحدة الأفريقية ، وتشجيع عملية التبادل التجاري، إلي جانب دفع عجلة الاقتصاد المصري، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب المصري.
فى البداية أشاد النائب، شريف الجبلي رئيس لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، بجهود وزارة النقل ومتابعة سير عملية التطور ، وذلك فى إطار التوسعات التي تشهدها مصر داخل المدن وخارجها، مشيرًا إلى أن سعيها فى ربط القاهرة بمجاورتها من المحافظات على المحيط الداخلى، وصولًا إلى الجمهوريات القريبة منها السودان ، سيسهم فى فتح آفاق جديدة لفرص العمل، وتبادل الخبرات بالقارة السمراء .
وأوضح “الجبلي” فى تصريحات خاصة لـ” صدى البلد” أن إنشاء طريق بري لربط مصر بدول الجوار، يهدف إلى خلق آفاق واعدة للاستثمار، وذلك من خلال التعامل مع الدول الإفريقية، وتنشيط حركة الانتقال البري، والتسهيل من عملية التبادل التجاري، فضلًا تشجيع التجارة البينية بين مصر ودول الجوار، إلى جانب تشجيع حركة السياحة البينية، وخلق مناطق تنموية جديدة وتحفيز الصناعة والتجارة والتصدير، لافتًا إلى أن ارتفاع تذاكر الطيران وكذا التكلفة العالية للنقل البحري فى الفترة الأخيرة، أدت إلى عزوف عدد كبير من الناس عن التقنين من الرحلات البرية.
وأعرب رئيس لجنة الشئون الأفريقية عن تمنياته بمواصلة الجهود والسعى لاستكمال هذا المشروع العملاق، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب توحد جهود القارة الأفريقية، إلى جانب تقديم كافة الاستشارات والخبرات اللازمة للمشروع، إذ إنه سيكون بمثابة نقلة حضارية لمصر، إلى جانب توفير الكثير من الوقت والجهد.
من جانبها ثمنت النائبة، إيفلين متى عضو مجلس النواب، الجهود التي تقوم بها الدولة، ممثلة فى وزارة النقل، و ذلك فى إطار توجيهات القيادة السياسية المستمرة بتحقيق التنمية الشاملة، عن طريق إنشاء شبكات نقل ضخمة تسهم في تسهيل تنقل المواطنين، وتسهيل حركة التبادل التجاري بين مصر و دول الجوار.
وأضافت” متى ” فى تصريحات خاصة لـ” صدى البلد”، أن هذا المشروع سيسهم في تقوية العلاقات بين مصر و الدول الأفريقية، و تنشيط حركة التجارة العالمية لمصر في الدول الأفريقية، عن طريق فتح أسواق خارجية و إنشاء سوق تجاري مشترك بينهم، الى جانب تشجيع حركة السياحة و النقل، بما يسهم في تقارب الثقافات المختلفة بينهم بشكل أوسع و أشمل.
وتابعت: هذا الطريق سيساهم في تنشيط حركة التجارة بين دول أفريقيا، من خلال المنافذ التي ستنشأ بين هذه الدول، لافتة إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى تنمية الصادرات بين مصر و دول أفريقيا.
فى نفس السياق عبر النائب أحمد دياب أمين سر لجنة الشئون الإقتصادية بالبرلمان، عن استحسانه بشأن ما أعلن عن وزير النقل المهندس كامل الوزير، بإنشاء طريق بري يربط مصر ب ٨ دول أفريقية، مشيرًا إلى أن أفريقيا تعتبر الإمتداد الطبيعي لمصر، فهي بمثابة التاج الذي تُتوج به مصر من المنطقة الجنوبية.
وتابع: أفريقيا تحتاج لتنمية حقيقة، لاسيما في المقومات التي تفتقر إليها من صحة و تعليم و ثقافة ولوجستيات، لافتًا إلى أن مصر تمتلك مخزون وافر من هذه المقومات، ولديها من المؤهلات ما يحدث تنمية حقيقية فى أفريقيا، منوها إلى أن:” أفريقيا تفتقر إلى مثل هذه المقومات، لكن فى المقابل هي غنية بالثورات الطبيعية المتنوعة و المتعددة،فهي بمثابة مخزن عملاق للثروات الطبيعية على مستوى العالم، وهذا من شأنه أن يفتح المجال للكثير من فرص العمل “.
وعن الهدف من إنشاء طريق بري يربط مصر ب ٨ دول أفريقية، أوضح ” دياب” فى تصريحات لـ” صدى البلد” أن الإقدام على توسيع دائرة النقل، واقتحام الجانب الغربي من القارة الأفريقية، يهدف في المقام الأول إلى تحقيق عملية التنمية المستدامة لأفريقيا عن طريق مصر، بما يعزز ضمان الوحدة الأفريقية من جهة ، و فتح فرص عمل للمصريين من جهة أخري.
وتساءل:” مصر دائمًا ما تحتضن أفريقيا من كافة النواحي الاقتصادية، الإستراتيجية، و الدفاعية، و المصريين قادرين على إثبات قدراتهم وجدارتهم بالاستثمار والتنمية ، وعمروا الكثير من الدول العربية، فلماذا لا نعمر فى أفريقيا، وهي سوق مفتوحة و واعدة ، خصبة، و بكر ؟”.
ولفت عضو مجلس النواب، إلى أن مصر اكتسبت في الماضي والحاضر، أهمية كبرى بسبب موقعها الذي كان عاملًا مؤثرًا في تاريخها منذ العصور القديمة، باعتبارها ملتقى قارات العالم القديم، منوهًا على ضرورة استغلال موقعها المتميز فى الامتداد جنوبًا، وذلك عن طريق الاستعانة بكفاءة شبابها وندرة الخبرات المصرية، و التى من شأنها ستفتح آفاقًا واعدة للاستثمار ، وتحقيق رؤية مصر 2030.
جدير بالذكر أن المهندس كامل الوزير، وزير النقل، أكد أن هناك خطة لتحقيق الربط بين مصر ودول الجوار، مشيرًا إلى أن الطريق البري يربط بين 9 دول أفريقية منها السودان.
وقال وزير النقل، خلال كلمته في الجلسة العامة للبرلمان، إن تطوير الطريق البري والسكك الحديد يستهدف خلق الطريق من السلوم إلى بنغازي، موضحًا أن هذا يدعم الصناعة والعمالة المصرية، كما أنه يساهم في نقل البضائع لليبيا.
وأضاف: “كان هناك تنسيق مع تشاد هل يكون خط السير من السودان أو ليبيا، وجرى الاستقرار على أن نبدأ من ليبيا ثم تشاد ثم الكونغو”.
وأوضح وزير النقل أن مشروعات السكك الحديدية تشهد نقلة نوعية للنهوض بها وتطوير منظومة السكك الحديدية بالتوازي مع إنشاء القطار الكهربائي السريع، مشيرًا إلى أن أحدث النظم التي يستم الاستعانة بها في السكك الحديد تستهدف تحقيق الأمان وتجنب الأخطاء البشرية.