ندوة افتراضية حول سياحة المغامرة في منطقة البحر المتوسط
نظّم مشروع (ميدوسا) لتطوير وترويج سياحة المغامرة المتوسطية المستدامة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ندوة افتراضية عابرة للحدود، امس الثلاثاء، حول المنتجات السياحية في منطقة البحر المتوسط المستخدمة في سياحة المغامرة. ويُنفذ المشروع في الأردن، والذي يستمر ثلاثة أعوام، من قِبل الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة والجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وبتمويل يبلغ نحو 3.3 مليون يورو، تكفلت مؤسسة التعاون عبر الحدود في البحر الأبيض المتوسط بتمويل 2.9 مليون من إجمالي التمويل، في حين تكفل الشركاء بتمويل مبلغ 400 ألف يورو.
ويهدف المشروع للعمل على تطوير نمط سياحة المغامرة الذي شهد نموا لافتا بين عامي 2010 و2014. ويسعى المشروع لتنظيم هذا القطاع والاستفادة من الخبرات الموجودة في دول البحر المتوسط باختلافها للنهوض به بشكل ممنهج ومواجهة التحديات المشتركة وتشجيع برامج جديدة ومنتجات مبتكرة، تساعد في إيجاد فرص عمل جديدة، وبناء القدرات المستهدفة في المجتمعات المحلية لتطوير وتشجيع سياحة المغامرة في المنطقة بطريقة مستدامة. وعمل المشروع على تشكيل مجلس استشاري ضم مزيجا من المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص في البلدان المشاركة.
وشارك في الندوة أكثر من 200 اختصاصي من قطاع السياحة، من منظمي الرحلات السياحية ومقدمي الخدمات السياحية ومؤسسات التطوير والتسويق في منطقة البحر المتوسط، وذلك بهدف تقديم القطاع سياحة المغامرة في الدول الخمس التي يعمل فيها الشركاء ومناقشة عناصر تطويره في المستقبل. وتحدث الأمين العام السابق لمنظمة السياحة العالمية والأمين العام لمعهد منتدى السياحة العالمي، الدكتور طالب رفاعي، عن الرؤية المستقبلية لمنطقة البحر المتوسط قائلاً “أنا على ثقة بأن سياحة المغامرة ستكون ركيزة السياحة في المستقبل”.
وأضاف” لا يتعلّق الأمر بالعنصر الجسدي وبالقدرة على القيام بالمغامرة فحسب، بل بالذكريات والمشاعر المرافقة لمتعة اختيار هذه المغامرة.”
وحول التكيّف من بعد جائحة كورونا، بينه انه من الضروري أن تتكاتف الحكومات وتعمل سوية على مقاربة موحّدة تضمن حسن تنسيق الجهود المبذولة بما يسهّل السفر والسياحة، وقال :” من الضروري إيجاد ممرّات آمنة وسهلة تسمح لاستعادة النشاط السياحي بطريقة مستدامة، يمكن أن يشكّل فحص الكورونا مقاربة موحّدة أكثر من عملية اللقاح، وذلك لأنّ الأول متوفر في الدول كافة وبأسعار مقبولة على عكس اللقاح.”من جانبها قالت قائدة المشروع في الأردن لينا الخالد، ان الأردن يمتلك مقومات سياحية كثيرة تؤهله لأن يكون رياديا في هذا النوع من السياحة، سواء من المناطق الطبيعية الخضراء أو الصحاري، والبقع الفريدة مثل البحر الميت وحمامات ماعين.
وقال مدير ادارة السياحة البيئية في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة أشرف برقاوي، إن المشروع يسعى في خطته بعيدة المدى إلى تطوير برنامج تنافسي لدعم وتطوير برامج وخدمات جديدة تساعد في رفع سوية قطاع سياحة المغامرة وتدريب مجموعة من مشغلي البرامج وموفري الخدمات الخاصة بسياحة المغامرة والأدلاء السياحيين، بالإضافة لتطوير استراتيجية للتسويق وعمل برامج الكترونية ومنشورات لتوفير المعلومات عن هذا القطاع والمساعدة في تسويقه. وتضمّنت الندوة عرضاً لدراسة وتحليل السوق العالمية حول سياحة المغامرة في منطقة المتوسط، خلصت نتائجها إلى تطوير أربع منشورات قدّمها المشروع وترتكز على استعراض الوجهة السياحية من الناحية الاجتماعية-الاقتصادية، والسياسية والبيئية، جرد أصول السياحة والبنى التحتية والخدمات، بالإضافة الى القدرة البشرية والمؤسساتية المرتكزة على الوجهات التي حددها الشركاء، بالإضافة الى متطلبات السوق، والدعم المطلوب والمنافسة في قطاع سياحة المغامرة وتحديد الممارسات الحديثة المستدامة في سياحة المغامرة وتحليلها.
وتبادل المشاركون في الندوة الأفكار حول منتجات سياحة المغامرة الحديثة المستدامة المعروفة في المنطقة وفي مناطق أخرى عبر خمس جلسات جانبية مصغّرة، تمحورت حول تطوير المنتج وتحديثه لخلق تجربة مغامرة حقيقية، وتسويقه للاستدامة والموثوقية، ومبدأ الشراكة الاستراتيجي ودوره في تحفيز المنافسة في منطقة المتوسط فيما يتعلّق بسياحة المغامرة، وتأمين احتياجات المسافرين في تخطيط العمل وتطويره في سياحة المغامرة، ودور سياحة المغامرة في الاستدامة الاقتصادية للحدائق المحميات الطبيعية والمناطق المحمية. وأطلق فريق ميدوسا خلال الندوة مسابقة كنوز المغامرة – وهو برنامج منح بقيمة 750.000 يورو، سيطلق في الدول الشريكة في صيف 2021 ، ويهدف إلى دعم تطوير المنتج والجهود التسويقية للشركات المتوسطة والصغيرة بالإضافة إلى أصحاب المصلحة العاملين في قطاع سياحة المغامرة في الدول الخمس. يشار إلى إنّ مشروع ميدوسا مموّل من الإتحاد الاوروبي تحت برنامج التعاون عبر الحدود في البحر الأبيض المتوسط “حوض البحر المتوسط” 2014- 2020 ، وينفّذ من قبل سبع شركاء في خمس دول هي: أسبانيا، لبنان، إيطاليا، تونس بالاضافة الى الاردن،بهدف ترويج سياحة المغامرة في منطقة حوض المتوسط.