أحزابأخبار متنوعة

قرار الانسحاب الامريكي مصيري للعراق والمنطقة

اكد الخبير الاستراتيجي احمد الشريفي ان قضية الانسحاب الامريكي من العراق يجب ان تقرأ بشكل علمي، محذرا من ان يؤدي انسحابهم الى تقسيم البلاد. 

وقال الخبير الاستراتيجي الدكتور احمد الشريفي في تصريح خاص لـ PUKmedia، يوم الخميس، في الحقيقة إن قضية الانسحاب الامريكي يفترض ان تقرأ قراءة دقيقة عملية وموضوعية، وفي تقديري الشخصي الانسحاب الامريكي سيؤدي الى انقسام في الداخل العراقي، والانقسام سيكون سياسيا واجتماعيا وقد يكون ابعد من ذلك ويدفع باتجاه تقسيم البلاد.

ويضيف “اما على المستوى الاقليمي فمسألة الانسحاب الامريكي والايحاء بتوقيع اتفاقية جديدة مع ايران في الملف النووي سيعد اقليميا انحيازا امريكيا لصالح ايران ومعنى ذلك ان هناك انقسام اقليمي قد يحصل ويدفع باتجاه اندلاع حرب اقليمية، حيث ان اسرائيل ودول الخليج لن تقبل باتفاق نووي يكون بعيدا عن شروط اسرائيل او الحضور لدول الخليج في هذا الاتفاق على اعتبار انها معنية في الشأن”.

وشدد الشريفي على ان الانسحاب الامريكي ليس قرارا عابرا وهو قرار مصيري لا يتعلق فقط بمصير العراق بل بمصير المنطقة، مشيرا الى  إحتمالية نشوب حرب فالاحتكاك البحري قد حصل وهناك ضربات متبادلة بين اسرائيل وايران لسفن حربية، ولا توجد ضمانة بعد التوقيع وادراك اسرائيل ان الاتفاق النووي سيعاد انتاجه بذات الصيغة، لا يوجد رادع امام اسرائيل فقد تستهدف المنشآت النووية الايرانية ولا نعلم ما هو الرد الايراني آنذاك.

واضاف “قرار الانسحاب الامريكي يجب ان يدرس دراسة دقيقة وعلى صانع القرار في العراق ان يخرج للرأي العام بشكل رسمي ويصارحه بهذه التفاصيل، ومن ثم تستنطق ارادة الجماهير العراقية لان الشعب في النظم الديمقراطية هو مصدر السلطات وليس احزاب مؤدلجة هي التي تتحكم بمصير البلاد ومصير التوازنات الاقليمية”.

ويرى الخبير الاستراتيجي الشريفي ان “المنطقة واقتصاداياتها لا تحتمل المزيد من الصراع حيث هناك تفكك وانهيار على مستوى المنظومة القيمية وصراعات دينية لا نعرف مداها ومن يتحكم بها ويحركها، هناك اضطرابات كثيرة جدا واستحقاقات تستحق الاعمار والرفاه لاسكات نقمة المواطنين في المنطقة عموما والعراق بشكل خاص”.

وشدد على انه “آن الاوان لأن نغادر ساحة المجاملة والالتفاف في التعابير السياسية وان نكون اكثر وضوحا ونحدد المسار بدقة للرأي العام، وعندها سيكون للرأي العام الفصل في الانتخابات والتصويت بحسب التوجهات والرؤى والبرنامج السياسي للمرشحين، مشيرا الى انه المؤسف الآن ان هناك تناقض في الوفد العراقي الذي اجرى الحوار، حيث ان جهة تمثل الخارجية تشارك في الحوار تخرج وتعلن ضرورة بقاء القوات الامريكية لأسباب منطقية، وجهة أخرى تعلن ان الامريكيين سينسحبون، فما هو البديل؟ فضلا عن ان هناك جهة ثالثة تقول ان الامريكيين سيتم تغيير مهمتهم لتكون استشارية. 

وشدد الشريفي على ان القدرات الوطنية لازالت محدود وخير مثال اضطرار العراق للاستعانة بقوات التحالف في عملية الطارمية التي تعتبر حزام العاصمة بغداد، كذلك الحال في حزام اربيل والموصل احتجنا الى ليس فقط الطيران الامريكي انما البريطاني ايضا الذي عبر 3 دول ليقدم الاسناد الى العراق، متسائلا هل لدى صانع القرار السياسي في العراق الاستغناء عن هذا الدعم مجاملة لجهة او اخرى؟، وترك الامور سائبة لتعود المناطق المحررة الى مناطق مضطربة. 

وختم الشريفي بالتأكيد ان هذه قرارا تحتاج الى دقة في الطرح الاعلامي ليشرك فيها الرأي العام للاطلاع على التحديات التي يواجهها صانع القرار العراقي، وثانيا قرار انسحاب القوات الامريكية قرار نخبوي وهو قرار المتخصصين الواعين المتمسكين بالثوابت الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى