أخبار متنوعةقضايا الساعة
إثيوبيا تعلن عزمها بناء قواعد عسكرية بحرية تطل على مضيق باب المندب
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا المفتي، الأربعاء، عن عزم بلاده إنشاء قواعد عسكرية تطل على جنوبي البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وقال مفتي خلال مؤتمر صحفي، في أديس أبابا، إن “دولا مختلفة تبدي اهتماما بالسيطرة على منطقة البحر الأحمر بإنشاء قواعد عسكرية أكثر من أي وقت مضى”.
وأضاف إن بلاده تولي اهتماما كبيرا لهذه القضية، مشيرا إلى أن الوضع يتغير في المنطقة، واصفا إياه بأنه “مقلق”.
وكانت وسائل اعلام أثيوبية كشفت في وقت سابق نقلا عن مصادر في القوات البحرية الإثيوبية، أنها تستعد وبشكل فعلي، للبدء بإنشاء وتنفيذ قاعدة عسكرية تعتبر الأولى لها على سواحل جيبوتي.
وبحسب المصادر، فإن البحرية الإثيوبية ستتمركز على سواحل جيبوتي، المطلة على مضيق عدن، بينما ستكون قيادة القاعدة، ومقر قيادة البحرية، في عاصمة إقليم أمهرة، بحر دار شمال غربي إثيوبيا، بقيادة العميد كندو جيزو.
وقام وفد عسكري إثيوبي بزيارة السواحل الجيبوتية، واطلع على المناطق الساحلية شمالي خيلج تاجورا في جيبوتي، وزار بلدة أوبيخ الساحلية، والتي من المفترض أن تكون القاعدة قربها.
كما زار رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، جيبوتي والتقى الرئيس الجيبوتي، اسماعيل عمر جيلي، في أكتوبر، تم مناقشة تواجد القاعدة العسكرية في البلاد، بحسب موقع “الصومال”.
ووقعت إثيوبيا وفرنسا على أول اتفاق للتعاون العسكري بينهما في مارس من العام الجاري، وهو اتفاق يتضمن مساعدة إثيوبيا (الدولة غير الساحلية في بناء قوات بحرية) حيث تسعى باريس إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان.
بينما قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باول زيارة الى جيبوتي أواخر مايو الماضي وصفتها الرئاسة المصرية بـ”التاريخية”، وعقد خلالها قمة مشتركة مع الرئيس عمر جيلة، لبحث ملفات التعاون الأمنية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين.
وبحسب البيان المشترك للقمة فقد ركزت المباحثات على ملفات إقليمية مهمة، من بينها أوضاع منطقتي شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، والتعاون في أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ومفاوضات سد النهضة.
ويأتي الإعلان الإثيوبي ليؤكد المضي في خطة انشاء قواعد عسكرية مطلة على البحر الاحمر في ذروة الخلاف المتصاعد بين دولتي المصب مصر والسودان، وبين إثيوبيا، حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، اثر فشل كل جولات المفاوضات بين الأطراف الثلاثة في التوصل لاتفاق حولها.
وعن خطورة التوجه لإنشاء قواعد عسكرية لأثيوبيا وهي دولة لا تطل على البحر وفي منطقة تطل على مضيق باب المندب الشريان الحيوي للملاحة العالمية.. يقول المحلل الاستراتيجي، سمير راغب، إن “إثيوبيا من الدول ذات الثقل في القرن الأفريقي، وزيادة هذا التأثير والثقل في القرن الأفريقي يعتمد على وجود منفذ بحري لها”.
واعتبر راغب أن “عدم الوجود البحري لأثيوبيا منقوصا لصالح دول القرن الأفريقي أو الدول التي لها قواعد، أو التي تفكر ببناء قواعد هناك كتركيا وإيران اللتين تبحثان عن قواعد.. وهي تتواجد لكي تزيد الوزن الجواستراتيجي والجيوسياسي”.
ويكشف راغب في تصريح لوكالة “سبوتنيك” أن “الأسبقية الأولى بالنسبة لأثيوبيا هي السيطرة على مداخل البحر الأحمر أو منع أحد آخر من السيطرة عليه، وهذا ما تركز عليه، فالبحر الأحمر هو بحيرة عربية عملاقة، وهي ترسل رسالة؛ إذا كان العرب يسيطرون على البحر الأحمر وعلى الضفة الشرقية، فالضفة الغربية فهي أفريقية أثيوبية”.
- قضية وجود وتغيير للمعادلة البحرية