حقيقة فشل إثيوبيا في تنفيذ الملء الثاني لسد النهضة
أثارت تصريحات وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، أمام مؤتمر بحثي في جامعة “أربا منش” بالجنوب الإثيوبي، التي كشف فيها عدم قدرة إثيوبيا على استكمال أعمال الملء الثاني لسد النهضة، حالة من الجدل بين الخبراء والمعنيين وانقسموا بين مصدق وجزء آخر متخوف.
التصريحات فسرها عدد من الخبراء المعنيين بالأمر، وحذر الدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق، من إعلان إثيوبيا تعثرها في أعمال بناء سد النهضة، حتى وإن صدر بيان رسمي بذلك، مؤكدًا ضرورة عدم التأثر بهذه التصريحات بينما لا تزال إثيوبيا مستمرة في إجراءات الملء الثاني للسد من بشكل آحادي.
وأعلن وزير الري الإثيوبي، احتمالية عدم قدرة بلاده على استكمال الملء الثاني وفقًا للكمية المحددة، فيما أكد دينا مفتي المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية استمرار أعمال البناء والتشييد.
وقال علام، إن التراجع الإثيوبي عن تعلية الجزء الأوسط من السد إلى منسوب 573 بدلًا من 595 مترًا فوق سطح البحر واستكمال الملء الثاني العام المقبل، ليس مفاجأة لأنه السبيل الوحيد لاحتمال تجنب المواجهة مع مصر والسودان، ويكفي التعلية لمنسوب 565 مترًا على الأكثر لضمان تشغيل التوربينات المنخفضة.
وتابع علام لـ”مصراوي”، أن التراجع ليس من الناحية الهندسية فقط، وما يحدث سبق وتحدثنا عنه، مضيفًا: “الاتفاق القانوني الملزم هو الطريق لحل هذه الأزمة”.
وأشار وزير الري الأسبق، إلى أن التحركات المصرية السودانية على كافة الأصعدة هي المبرر الرئيسي لهذه التصريحات، مطالبًا بضرورة استخدام الزخم الدولي لجولة مفاوضات حاسمة عبر الوساطة الدولية للحد من التلاعب الإثيوبي.
من ناحية أخرى، كشف الدكتور عباس شراقي، خبير الموارد المائية وأستاذ الجولوجيا بجامعة القاهرة، إن أسباب تعثر إثيوبيا في تعلية منطقة الوسط اللازمة لعملية الملء الثاني، يرجع أولًا لوجود عدد من المشكلات الفنية في بناء السد، موضحًا أنه من المستحيل تعلية الوسط إلا بعد الانتهاء من جانبي السد للحد من خطورة الفيضان على الأعمال الإنشائية.
وقال شراقي لـ”مصراوي”، إن إثيوبيا فشلت في تعلية الممر الأوسط بمقدار 30 مترًا مكعبًا وسوف تكتفي بـ8 مليارات متر مكعب فقط بسعة تخزينية تتراوح ما بين 4 مليارات إلى 4 مليارات ونصف، مشيرًا إلى أن إجمالي التخزين يصل إلى 9 مليارات.
خبير الموارد المائية، قال إن إثيوبيا حتى الآن لم تنجح في الانتهاء من الأبواب النفقية داخل السد، حيث يمكن تركيب التوربينات في أي وقت، لافتًا إلى أن إثيوبيا فشلت رسميًا في عملية الملء الثاني.
وأشار شراقي، إلي أن الجانب الإثيوبي هم من حددوا كمية 13.5 مليار وليس الجانب المصري أو السوداني، مضيفًا: “مازال أمام أديس أبابا 20 يومًا، سنتابع الأمر عن كثب، لنعرف ما تم إنجازه ونتائج هذه الأعمال”.