شركات السياحة تقدر خسائرها بعد اقتصار الحج على الداخل السعودي

قدر بعض أصحاب الشركات السياحية العاملة في الحج والعمرة، خسائر القطاع الديني جراء قرار اقتصار الحج على المقيمين والمواطنين داخل المملكة العربية السعودية فقط، بسبب جائحة فيروس كورونا، بالملايين.

خسائر مادية ومعنوية

وقال ياسر سلطان، عضو اللجنة العليا للحج والعمرة الأسبق، ومالك شركة سياحة تعمل في الحج، إن القرار لا يمثل مفاجأة لشركات السياحة، بالتزامن مع دخول شهر ذو القعدة، وعدم خروج أي تصريحات من وزارة الحج السعودية عن حج هذا العام، ما كان مؤشرا لعدم إمكانية تنفيذ الحج للخارج.

وأضاف سلطان في تصريح لـ”مصراوي”، أن الخسائر المادية والمعنوية التى أصابت قطاع الشركات العاملة في مجال الحج والعمره لاحصر لها، خاصة بعد إلغاء حج الخارج للعام الثاني على التوالي، بجانب العمرة التي توقفت منذ بداية 2020 وحتى الآن.

وأشار إلى أن خسائر موسم الحج السياحي الواحد تقدر بالملايين، حيث إن قطاع الشركات يتكبد خسائر تزيد عن 400 مليون جنيه تقريبا، متابعًا: “وهذه الأموال كانت تصرف على الموظفين والإيجارات والكهرباء والتأمينات والمياه والضرائب وخلافه، يعني بنتكلم عن ما يقرب من مليار جنيه في الموسمين 2020 و2121، بخلاف موسم العمرة”.

الأنفاس الأخيرة

وقال أحمد البكري عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، ومالك شركة سياحة تعمل في الحج والعمرة، إن القرار جاء بهدف الحفاظ على الأنفس البشرية، لكن في ذات الوقت شركات السياحة تلفظ أنفاسها الأخيرة، جراء توقف عمل القطاع بشكل كامل منذ ظهور الجائحة.

وأشار البكري في تصريحات خاصة، إلى أن الخسائر كبيرة للغاية، ومتفاوتة، حيث من المتوقع أن تصل إلى 400 مليون جنيه.

وتابع البكري: “ولكن ما يهمنا حاليًا هو ابتداء موسم العمرة في موعد قريب لتقليص الخسائر سواء في مصر أو في العالم الإسلامي”.

أصعب حرمان

حمزة عنبي، مالك شركة سياحية تعمل في الحج والعمرة، إن القرار غير موفق ويضر بمشاعر المسلمين جميعا كونها شعيرة من الشعائر الدينية المهمة للجميع ولمشتاقي حج بيت الله الحرام، لافتًا إلى أن اقتصار 60 ألف تأشيرة على الداخل فقط محزن للأخرين، بجانب أن القرار جاء متأخرًا وكان يجب على المملكة إعلانه مبكرًا.

وأشار عنبي لـ”مصراوي” إلى أن شركات السياحة منذ شهر فبراير 2020 وهي تسدد التأمينات والضرائب والكهرباء والإيجارات والرواتب، ورغم ذلك لا ينظر لنا أحد ولا تتعامل البنوك معنا بشكل لائق ولا نجد مساندة من أي جهة.

وأوضح أن شركات السياحة العاملة في الحج والعمرة تضررت ووصلت لمرحلة الإفلاس وعلى الدولة أن ننظر لها بعين الرحمة وبشكل أفضل ولائق.

وأشار حمزة عنبي، إلى أن حجم الخسائر تقدر بالملايين، لكن خسائر المال لا تمثل مشكلة، كون الخسائر المعنوية أصعب وتتمثل في حرمان زيارة بيت الله الحرام.

وأعلنت المملكة العربية السعودية، حصر آداء فريضة الحج هذا العام على المواطنين والمقيمين بالداخل فقط، مع السماح لـ 60 ألف شخص فقط بأداء الفريضة، في ظل تفشي وباء “كوفيد-19”.

وأوضحت وزارة الحج والعمرة السعودية في بيان: “في ضوء ما يشهده العالم أجمع من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، وظهور تحورات جديدة له، سيتم حصر التسجيل لأداء فريضة حج 1442هـ على المقيمين والمواطنين من داخل المملكة فقط”.

وأشار البيان، إلى أن إجمالي أعداد حجاج هذا العام 60 ألف حاج، للمقيمين من كافة الجنسيات والمواطنين داخل المملكة”، ويبدأ الحجاج أداء الفريضة الإسلامية في منتصف يوليو المقبل.