الدولة المصرية تستعيد ثقة العالم بقدرتها على مكافحة كورونا
كشف خبراء الطب والسياحة عن اسباب رفع اسم مصر من القائمة الحمراء لقواعد السفر الدولي البريطانية، معتبرين أنه دليل على الخطوات السليمة التي تنتهجها مصر خلال الفترة الحالية للسيطرة على جائحة كورونا، مؤكدين أن القرار يعنى تقليل الحاجة للبقاء في الحجر الصحي لخمسة أيام بدلا من 14، وهو ما يأتى فى اعقاب تسارع وتيرة التطعيم فى مصر، وانتشار اماكن تلقى اللقاحات، ليصل للناس في اماكنهم كما حدث في النقابات والوزارات والجامعات والعاملين بالتربية والتعليم.. وغيرهم، بالاضافة لاستمرار التطعيم وفقا للحجز بمراكز تلقي اللقاح على مستوى الجمهورية، ومن ناحية اخرى بجعله اجباريا في الاماكن الحكومية.. حتى لا يكون العمل بها احدى وسائل نقل العدوى للآخرين.. في ظل حديث مختلف دول العالم عن متحورات اكثر انتشارا مثل “دلتا ودلتا بلس ومو”.
الخبير السياحي مجدي سليم، وكيل وزارة السياحة سابقا، اعتبرأن القرار البريطاني جاء لعدة أسباب، أولها أن بريطانيا بدأت بتقليل القيود بشكل عام.. وهو واضح جدا في المباريات التي يشاهدها العالم، الذي يلتزم عدد قليل فيها بارتداء الماسكات، ثانيا الثقة في مصر.. فالأعداد الرسمية ليست كبيرة، رغم أنه من المعروف أن الرقم المعلن حقيقته بالضرب في عشرين، وثالثا أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة السياحة من تطعيم كل العاملين بالقطاع السياحي.. مع الزام الدولة شرط التطعيم لفتح الفنادق، دفع الجميع للتطعيم، و تم هذا خلال الاسبوعين الماضيين، فأصبح هناك اطمئنان من قبل بريطانيا على رعاياها في مصر، أيضا بعد فتح السوق الروسي وزيادة عدد الرحلات ل30 رحلة للبحر الاحمر وشرم الشيخ ورحلتين شارتر اسبوعيا من قبل ألمانيا، وحركة جيدة من بلجيكا وبيلاروسيا على مرسى علم، والعالم حينما يجد رحلات شارتر تتوجه لمصر ويعود السائحون لبلادهم بلا اصابات.. فهذا يبعث برسائل اطمئنان للجميع.. وهو ما حدث.
وأوضح الخبير السياحى أن السيطرة على اعداد الإصابات ادت لرفع اسم مصر من الدائرة الحمراء للسفر، رغم أنه وفقا للاعداد الرسمية.. تعود الارقام حاليا للزيادة، وهذا متوقع كما حدث بأمريكا مع العودة للمدارس ووصول الاعداد لثمانية عشر الف اصابة، ونحن ايضا في بداية موسم المدارس، لذ فالارتفاع متوقع، والازمة من الناحية السياحية ليست فقط في وضع مصر في القائمة الحمراء لدول إذا ارتفعت اعداد الاصابات بها، ولكن أيضا ارتفاع اعداد الاصابات في دولة مصدرة للسائحين يعني انخفاض عدد السائحين القادمين منها لمصر.. حتى لو مصر الاعداد فيها تحت السيطرة، وقد تابعنا الغاء المانيا اهم بورصة في العالم مرتين لبورصة برلين ITB ، ولكن حتى الآن الوضع مطمئن عن العام الماضي 2020 والذي انخفض فيه عدد السائحين لمصر لثلاثة ملايين ونصف بعد أن وصل في 2019 لثلاثة عشرة ونصف مليون سائح، وبالاضافة للجهود في المجال الصحي هناك تحركات وزارة السياحة من حملات ترويجية قائمة بالفعل حاليا بالدول العربية، بالاضافة لعرض فيلم ترويجي عن مصر الكترونيا بمناسبة يوم السياحة العالمية، كما استغلت مصر معرض السياحة الروسي وشاركنا فيه بجناح كبير بلغ 150 مترا، وحضر الوزير بنفسه.. ليستغل هذه الاحداث للترويج لمقاصد السياحة في مصر.
الدكتور حاتم بدران، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بالقصر العيني، قال، إن قرار بريطانيا رفع اسم مصر من قائمتها الحمراء الخاصة بكورونا، وهي الدول الاشد خطورة في الوضع الوبائي بها، وبالتالي فإن القرار له مغزى كبير، فهو يدل على أن الدول الكبرى وثقت في الاجراءات المصرية لمواجهة الوباء، ما جعل الوضع الوبائي بها تحت السيطرة.. مع عدد الحالات المعلنة، وهو ليس كبيرا جدا، بالتالي فإن الدولة ارتأت ان معدل العدوى في مصر كبريطانيا.. فلا قلق على مواطنيها، فكان من الطبيعي رفع الاسم، وأسباب ذلك واضحة.. على رأسها التوسع في التطعيم، وهو فارق مهم بين مصر الآن وقبل اشهر، وأحد معايير قياس تطور دول العالم حاليا هو معدل تطعيم شعوبها، وهذا ينتشر في الخارج ويكون رسالة اطمئنان تجاه الوضع في مصر، وجاء ذلك نتيجة انتشار اللقاح وتوافره مجانا، وقيود الحكومة في اعلان منع دخول الاماكن الحكومية الا لمن تلقي التطعيم من الموظفين بها، وبدأ بالفعل في الجامعات.. ما دفع الناس للحصول عليه، وهذا الاجبار مهم جدا، لأن الرافض له.. ومن لم يحصل عليه.. هو لا يضر نفسه فقط.. وإنما آخرين، ومن هنا تكمن أهمية خطوة الالزام الحكومي عليه، مع اقبال الناس على اللقاح.. فبعد أن بدأت التطعبمات بحملات تشكيك في اللقاحات وجدواها ومضاعفاتها، الآن وبعد أن حصل عليه ملايين في مصر والعالم.. ولم يحدث شيء مما أثير.. بالعكس وجد الناس أنه بالفعل انخفض معدل الاصابات والحالات الحرجة والوفيات، وهذا طمأن الناس للتوجه لتلقيه، وهو أيضا سيؤثر وفقا لقراءة المشهد على اعداد وذروة الموجة الرابعة الحالية، والتي من المتوقع ان تبدأ في خلال النصف الثاني من الشهر الجاري، وحتى بدايات شهر اكتوبر، بسبب الاختلاط الكبير الذي تم اثناء شهور الصيف والاجازات.. ومع بدء عودة المدارس والجامعات، وهو ما سيظهر خلال الفترة المذكورة، لكن بشكل اقل فلن تتخطى الموجات السابقة.. وحتى لو زادت فلن تكون بذات الخطورة على الصحة، وهذا هو المهم، فالمتوقع ألا تكون اعداد الاصابات والحالات الحرجة والوفاة كبيرة كالموجات السابقة، لان الموجات الثلاث لم يكن خلالها التطعيم موجودا أو لم يقبل المواطنون على تلقيه بهذا الشكل، أما هذه الموجة فهناك خطوات كبيرة في ملف تلقي اللقاح نفذت.
وأوضح أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بالقصر العيني، أنه بالنسبة للتحورات الجديدة للفيروس “دلتا ودلتا بلس” ومؤخرا “مو” هي طبيعة الفيروسات، واطلق عليها الارقام اللاتينية “الفا وبيتا وجاما” و”دلتا” هو المنتشر حاليا بشكل اكبر، و”دلتا بلس” هو نفس “دلتا” لكن مع بعض الفروق في البروتين الخارجي، وهي لا تخيف.. فهو حتى الآن مشابه للفيروس الاصلي في اشياء ومختلف في اخرى، وكلها تحورات بسيطة، وكل اللقاحات فاعلة معه.. حتى الآن، لكن ربما مستقبلا نحتاج لتغييرات في المصل نفسه، ليواكب تحورات الفيروس إذا ما كانت كبيرة، كما يحدث مع مصل الانفلونزا الموسمية، فالآن متحوراته كثيرة.. فلا يوجد حتى الآن مصل نهائي له.. وحتى الموجود لا يغطي كل السلالات، وبالتالي يمكن للحاصل عليه ايضا أن يصاب، لكن كل اللقاحات المتوافرة فعالة ومجربة ومثبت فعاليتها من منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة بالدول المعطى بها ووزارة الصحة المصرية ملتزمة بذلك أيضا، ولكن نبه أستاذ الأنف والأذن والحنجرة إلى أنه لا خطورة من تلقي لقاح الكورونا في نفس وقت تلقي لقاح الانفلونزا الموسمية، ولكن الافضل أن يفصل بينهما شهر أو على الاقل اسبوعان، حتى نعطي للجسم فرصة تكوين الاجسام المضادة لكل على حدة .
وعن أهم الأعراض المميزة للإصابة بكورونا خلال هذه الأيام قال الدكتور حاتم بدران: مرارة الفم رصدت كثيرا في الاسبوعين الاخيرين، بالاضافة للاعراض الاخرى مثل فقدان الشم والتذوق، والرشح، والم الحلق، وأعراض الجهاز الهضمي، الكحة ووجع الصدر وتكسير العظام وأحيانا الحرارة، ومن المهم مع أول يوم شك أو اصابة التواصل مع طبيب وألا نعتمد على ما يسمى ببروتوكول العلاج من الصيدلية، أما الذهاب للمستشفى فحينما يخشى من المضاعفات أو نجد تأثر الرئتين في اشعة الصدر، وانخفاض الاكسجين في الدم، وتدهور الوعي، أو اعراض شديدة الأدوية غير قادرة على السيطرة عليها، لكن بشكل عام تخطينا هلع الكورونا بعدما قاربنا على العامين معها، لكن بدايتها كان أمرا غير معروف وبروتوكولات العلاج غير واضحة على مستوى العالم الآن استطعنا الوصول لعلاجات صحيحة في التعامل مع الحالات، وأصبح التعامل معها كالتعامل مع الانفلونزا العادية، والناس أيضا في البداية كانت تلجأ للمضادات الحيوية والكورتيزونات دون داع، وفي توقيتات خاطئة، وكان يطلبها من الصيدلية دون مراجعة طبيب مختص، وهو ما كان يؤدي لمشاكل صحية أخرى أو يزيد من مضاعفات الكورونا، وحاليا زاد الوعي حول هذا .
دكتور مصطفى السيد طبيب جراحة المسالك واحد اطباء متابعة العزل المنزلي، أشار إلى أن الاعداد حاليا وان كانت في زيادة.. إلا أنها ليست بخطورة حالات الموجات السابقة في ديسمبر وابريل الماضيين، وعدد منهم اخذ اللقاح وعدد لا، لكن بالتأكيد فإن الاعراض اقل حدة لمن حصلوا على اللقاح، وطبيعي أن يزداد العدد لطبيعة الفيروس من ناحية خاصة مع انخفاض درجات الحرارة، و في ظل التساهل الذي نراه في الالتزام بالاجراءات الاحترازية والتخلي عن الماسكات مع دخول المدارس، والعودة من المصايف، والحل الوحيد للسيطرة هو عودة الالتزام، أيضا الاجراءات الحكومية في الالتزام باللقاح خطوة مهمة حتى مع وجود سلالات جديدة، فهناك اختلاف على تأثير غالبية اللقاحات تجاهها، وذلك لأنه مع وجود السلالات الجديدة هناك السابقة، وفي كل الحالات اللقاح الجيد هو اللقاح المتاح والاكثر انتشارا في مصر وهو سينوفاك واسترازينيكا، والبدء متأخرا خير من عدمه، وتأخر وفرة اللقاحات هو ازمة عالمية.. ليست في مصر فقط، فدول العالم الاول تحصل على احتياجاتها أولا، ولذا وما دام هناك خطوات تتم.. فلا داع لان تقابل كل زيادة بتأجيل للدراسة، لان كورونا فيروس مستمر.
وأوضح أنه من المتوقع أن يتحول كورونا لفيروس موسمي في 2022 كالانفلونزا مع نسبة وفاة اعلى وانخفاض معدل القلق تجاهه، فهو ينتشر ويتحور على فترات متقطعة من اربعة لخمسة أشهر، نتيجة المناعة المجتمعية.. والتي تتكون من الاصابات واللقاحات، والآن بعد ثلاث موجات واكثر من عام ونصف العام على ظهورها وانتشارها زاد الوعي ايضا بين الناس، وهو ما يظهر في انخفاض عدد اتصالات طلب المشورة الطبية عن بداية الوباء حينما كان مفاجئا وغير معروف، واصبح الناس على علم بمعالجة الاعراض الخفيفة بالمنزل.. سواء كحة أو حرارة أو بلغم أو غيرها، كما اصبحوا اكثر دراية بعلامات الخطر التي تستدعي مراجعة طبيب.