دراسة أمريكية تحذر من «وباء مزدوج» طرفاه الإنفلونزا وكورونا
حديث وأسئلة متكررة مع قرب موسم الشتاء كل عام. ألا وهو مصل الأنفلونزا، وأهميته، وزاد الأمر أهمية وخوفا في ذات الوقت، مع لقاح كورونا. هل يتم أخذ الإثنين معا أم لا؟. هل الجمع بينهما في خطورة؟ وغيرها من الأسئلة، وتكثر الشائعات والإجابات المغلوطة.
يقول الدكتور محمد إبراهيم بسيونى، أستاذ المناعة والميكروبيولوجيا الطبية بجامعة المنيا، إن اللقاح آمن، واعتقاد الكثيرين من الأشخاص الذين تم تطعيمهم أنهم أصيبوا بالأنفلونزا على الرغم من تلقيحهم، ويعتبرون هذا دليل على عدم فعالية التطعيم. هذا غير دقيق لأن الحماية التي يؤمنها اللقاح ليست كاملة لكنه في معظم الحالات يخفف احتمال المضاعفات والحاجة إلى استشفاء في حال أصيب الشخص رغم التطعيم.
وأكد بسيونى أنه لا يتعارض لقاح الأنفلونزا مع لقاح كوفيد، حتى أنه يمكن أخذ اللقاحين في اليوم نفسه، وهذا ما تفعله بعض البلاد مع المعرضين للمضاعفات. جرعة ثالثة من لقاح كوفيد مع جرعة لقاح أنفلونزا في الوقت نفسه.
وأوضح أن، الإنفلونزا تحدث بسبب عدة سلالات من فيروسات الحمض النووي الريبوزي«RNA» التي تتحور بمعدلات متغيرة كل عام، ولكن بطريقة لا تختلف عن تحورات فيروس كوفيد، ويعتمد مستوى المناعة للفرد ضد سلالة الإنفلونزا للعام الحالي على عدة متغيرات، منها: مدى تشابه السلالة الحالية مع السلالة التي تعرض لها المصاب لأول مرة، وما إذا كانت السلالات المنتشرة تشبه السلالات التي سبق أن تعرض لها المصاب، ومدى حداثة الإصابة بالإنفلونزا، وكذلك النشاطات البشرية، التزاما بالتدابير الاحترازية أو عدم التزام. وهناك أيضا متغيرات تؤثر على المناعة سببها التطعيم، فمناعة السكان من التطعيم تعتمد على نسبة الأشخاص الذين تلقوا لقاح الإنفلونزا في موسم معين ومدى فعالية أو مطابقة اللقاح ضد سلالات الإنفلونزا المنتشرة.
وأشار إلى أن الكوفيد لم ينته، والشتاء قادم بالانفلونزا وغيرها من الفيروسات الموسمية. خصوصاً ان كنت من المعرضين للمضاعفات. بالنظر إلى الانتشار المحدود للإنفلونزا في عموم العالم العام الماضي. فالبلاد قد تشهد تفشيا كبيرا للإنفلونزا هذا الموسم، بالاقتران مع التهديد الحالي لمتغير دلتا شديد العدوى، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مزيج خطير من المرضين المعديين، أو الجائحة الثنائية.
وحذر من احتمال حدوث وباء مزدوج، وفقا لتحذيرات الباحثين الأمريكيين في جامعة بيتسبرغ، حيث قام باحثون في سياسة التطعيم والأمراض المعدية في مختبر ديناميكيات الصحة العامة في جامعة بيتسبرغ، على عمل نمذجة للإنفلونزا لأكثر من عقد، وتشير هذه النمذجة مؤخرا إلى أن موسم الإنفلونزا الخفيف العام الماضي قد يؤدي إلى زيادة حالات الإنفلونزا في هذا العام. نتيجة للتدابير العديدة التي تم وضعها في عام 2020 للحد من انتقال كوفيد بما في ذلك الحد من السفر وارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي وإغلاق المدارس وغيرها. فقد شهد العالم انخفاضا كبيرا في الإنفلونزا والأمراض المعدية الأخرى خلال هذا عام 2020 وانخفضت الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا بين الأطفال. فقد كان موسم الأنفلونزا 2020-2021 واحدا من أقل المواسم تسجيلا للإصابات في التاريخ الحديث في العالم. مع أن الحد من الإنفلونزا أمر جيد، إلا أنها قد تعاود الانتشار أشد من المعتاد هذا الشتاء. وقد أظهر عدد من فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى انخفاضا مماثلا أثناء الجائحة، ثم عاد بعضها للانتشار بشكل كبير كالفيروس المخلوي التنفسي RSV مع إعادة فتح المدارس وتراجع التباعد الاجتماعي والتهاون في ارتداء الكمامات والتخفيف من التدابير الأخرى. لذلك ينصح كل عام بأخذ لقاح الأنفلونزا للأشخاص المعرضين للمضاعفات (كبار السن، النساء الحوامل، الأطفال تحت السنة) وينصح به أيضاً في إطار انتشار كورونا لتخفيف الضغط على النظام الصحي حين ينتشر الفيروسان في الوقت نفسه.
وقال «بسيونى» مطمئنا الجميع أنه، لا يمكن للقاح بأي حال من الأحوال أن يسبب الإنفلونزا، لأنه يحتوي فقط على جزء معطل من الفيروس. ولأن الانفلونزا فيروس متغير، يتم تحديث تركيبة اللقاح سنويًا بناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية ويأخذ بعين في الاعتبار السلالات التي من المرجح أن تنتشر خلال فصل الشتاء. وبسبب عدم إمكانية التنبؤ بشكل أكيد، يتم الاعتماد غالباً على الفيروس الذي انتشر في نصف الكرة الجنوبي. وتختلف فعالية اللقاح من سنة إلى أخرى. ويكون اللقاح أكثر فاعلية عندما تكون أنواع فيروسات الأنفلونزا المختارة لتكوين اللقاح قريبة من السلالات التي تنتشر بالفعل أثناء الوباء الموسمي، ناصحا بأنه في حال تعتقد انك اصبت بالانفلونزا رغم انك اخذت اللقاح، فهناك احتمالين:
الأول، إنها بالفعل أنفلونزا. لكنك لم تستجب تماماً للقاح لأن فعاليته غير كاملة. السلالة التي أصبت لها ليست من السلالات التي يؤمن اللقاح الحماية ضدها هذه السنة.
والثانى، أن هذا ليس فيروس انفلونزا، انما مرض فيروسي آخر من الفيروسات الكثيرة التي تنتشر قي الشتاء وتشبه أعراضه أعراض الأنفلونزا كالفيروس المخلوي التنفسي RSV.