خـبراء: احتفالية «الكباش» إبهار جديد للعالم.. والأقصر محط للأنظار
عاقل: تساهم فى زيادة أعداد السائحين الوافدين لمدن الصعيد
عجمى: افتتاح الطريق سيحول المحافظة لمتحف مفتوح
تتجه أنظار العالم إلى مدينة الأقصر تأهبًا لحدث تاريخى جديد سوف تشهده مصر خلال شهر نوفمبر الجارى، وهو احتفالية طريق الكباش، والذى لا يقل أهمية عن حفل موكب المومياوات الملكية الذى تم إطلاقه أوائل العام الجارى.
وطريق المواكب الكبرى (طريق الكباش) هو طريق يربط بين معبدى الكرنك والأقصر مرورًا بمعبد موت، ويبلغ إجمالى أطواله 2700م، ويتكون الطريق من رصيف من الحجر الرملى تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس كبش (أحد الرموز المقدسة للمعبود آمون) فى المسافة بين الصرح العاشر بالكرنك حتى بوابة معبد موت.
وتم تشييد هذا الجزء من الطريق خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة، ثم قام الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الثلاثين بتشييد الجزء المتبقى من الطريق الذى تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس آدمية، وتتخلل قواعد التماثيل أحواض زهور دائرية مزودة بقنوات صغيرة استخدمت فى توصيل مياه الرى للأحواض.
كما تم إضافة بعض الملحقات للطريق فى عصور مختلفة، مثل: استراحات للزوارق، ومقياس للنيل، ومعاصر للنبيذ المستخدم فى الاحتفالات الكبرى التى كانت تقام على الطريق مثل أعياد الأوبت وعيد الوادى الجميل وغيرها، وحمامات وأحواض اغتسال، ومنطقة تصنيع فخار، ومخازن لحفظ أوانى النبيذ.
ويرى خبراء السياحة، أن احتفالية طريق الكباش لها أهمية كبرى نظرًا لأنها ستلفت أنظار العالم مجددا إلى مصر لرؤية هذا الحدث، كما أنها ستساهم فى دفع الحركة السياحية إلى مدن السياحة الثقافية.
وفى هذا السياق، قال علاء عاقل، رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية، إن افتتاح طريق الكباش والذى يربط بين معبدى الكرنك والأقصر هو حدث تاريخى، مشيرا إلى أن الاحتفالية ستكون مبهرة ولها صدى إعلامى كبير على كافة المستويات المحلية والعالمية.
وأضاف عاقل، أن الاحتفالية ستعطى دفعة سياحية لمدن الصعيد وخاصة الأقصر وأسوان، منوهًا بأن مدن السياحة الثقافية متأخرة عن المدن الشاطئية فى حجم الحركة السياحية الوافدة إليها، وبالتالى هذا الحدث سيساهم فى زيادة حجم التدفق السياحى للأقصر وأسوان.
ومن جانبه، قال إلهامى الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية السابق، إن هذا الحدث سيكون له مردود «جيد» على حركة السياحة الوافدة إلى مصر بشكل عام وبشكل خاص للأقصر وأسوان.
وأضاف الزيات أن هناك حاجة ملحة لزيادة أعداد السائحين الوافدين إلى مدن السياحة الثقافية، نظرًا لأنهم الأعلى إنفاقًا مقارنة بالسائحين الوافدين للمدن الشاطئية.
وأشار إلى أن نسب الإشغال الفندقى فى الأقصر جيدة، كما أن هناك أسواقًا لم نتوقع توافد أعداد سياحية منها مثل السوق الأمريكية قائلاً: «الأمريكان أول سوق يبتعد عن السياحة فى وقت الأزمات وآخر سوق فى العودة»، ولكنه فى ظل جائحة كورونا كان من أوائل الأسواق التى جاءت لزيارة الأقصر.
وطالب الزيات بالاستعداد لإقامة احتفالية كبرى أيضًا فى عام 2022 بمناسبة مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
يشار إلى أن مقبرة الملك توت عنخ آمون والتى تعود إلى الأسرة الثامنة عشر، وتتمتع بشهرة عالمية لأنها المقبرة الملكية الوحيدة بوادى الملوك التى تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبيًا.
وكان اكتشاف المقبرة الذى تم فى عام 1922 من قبل هوارد كارتر، كما تعتبر مقبرة توت عنخ آمون وكنوزها أيقونة لمصر ولا يزال اكتشافها أحد أهم الاكتشافات الأثرية حتى الآن.
وفى سياق متصل، قال ثروت عجمى، رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر، إن الاحتفالية ستنشط حركة السياحة للأقصر وأسوان، كما أن الأقصر ستصبح متحفا مفتوحًا للزوار.
ولفت عجمى إلى أن وزارة السياحة والآثار تعمل حاليًا على قدم وساق لإخراج هذا الحدث بالشكل اللائق، مشيرًا إلى أن أبرز الجنسيات الموجودة حاليًا فى الأقصر هم الإسبانى، والفرنسى، والأمريكى، وجنسيات أخرى.
وأضاف أن الأقصر تستقبل 5 رحلات طيران شارتر فى الأسبوع من السوقين الإسبانى والفرنسى، بالإضافة إلى أن هناك أعدادًا قليلة من السائحين الألمان.
وقال إيهاب عبدالعال، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، وأمين صندوق جمعية السياحة الثقافية، إن ما حدث فى القاهرة فيما يخص احتفالية موكب المواومياوت الملكية، سيحدث فى الأقصر باحتفالية طريق الكباش.
وأكد أن افتتاح طريق الكباش يُعد إضافة قوية للسياحة الثقافية لما له من أهمية كبرى إذ يربط بين المعبدين، مطالبًا بضرورة تدشين خدمات بجوار الطريق مثل الكافتيريات والمطاعم ودورات المياه.
ونوه عبد العال بأن العاملين فى تنفيذ برامج السياحة الثقافية سواء كانت فنادق أو شركات سياحة على استعداد تام للمساهمة والمساعدة بهذه الاحتفالية.
وكان مسئولو وزارة السياحة والآثار، قاموا منذ عدة أيام، بمراجعة اللمسات النهائية والاستعدادات التى يتم التجهيز لها للاحتفالية، إذ قامت الشركة المنفذة باستعراض من خلال عرض تقديمى مصور، آخر تصميمات العروض الفنية التى سيتم تقديمها، وأعمال الديكورات، والعناصر الفنية، والمواد الدعائية التى سيتم استخدامها لتزيين الشوارع والميادين والأسواق بالأقصر، وكذلك تصميمات الأزياء التى سيرتديها المشاركون فى الفعالية وكلمات الأغانى والموسيقى المصاحبة لها.
ومن المقرر أن يتم فى يوم الاحتفالية إلقاء الضوء على محافظة الأقصر والتى ستكون محط أنظار العالم أجمع، بالإضافة إلى إبراز المقومات السياحية والأثرية التى تتميز بها المحافظة، وخاصة فى ظل انتهاء الدولة المصرية من أعمال تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية بالمحافظة وتطوير وتجميل الكورنيش والشوارع والميادين بها ومشروع طريق المواكب الكبرى المعروف بـ«طريق الكباش».
يشار إلى أن المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، قام مؤخرًا، بجولة ميدانية تابع خلالها اللمسات النهائية لأعمال تطوير الطرق والمسارات السياحية بمدينة الأقصر استعدادًا لاحتفالية إعادة إحياء طريق الكباش قريبًا.
وتفقد المحافظ أعمال التجميل والتزيين المستمرة لطرق وشوارع مدينة الأقصر، موجهًا بتكثيف أعمال التشجير والدهانات وتركيب بلاط الإنترلوك وزرع حدائق فى المناطق الفارغة على جانبى الطريق.