قناة السويس تستعرض جهودها لتشجيع السياحة العالمية ضمن «إكسبو دبي 2020»
عقدت هيئة قناة السويس، ندوة بعنوان “قناة السويس والسياحة العالمية”، ضمن الفعاليات التي تعقدها الهيئة بالجناح المصري في معرض “إكسبو دبي 2020”.
شهدت الجلسة حضور كل من يحيى المحجوب عضو مجلس إدارة الهيئة مدير إدارة الرئاسة بالهيئة، والقبطان هيثم جنينة رئيس قسم الإمدادات بقطاع بورتوفيق، كما حاضر في الجلسة كل من الدكتور محمد الذهبي استشاري مشروع متحف قناة السويس العالمي، وأنس رخا باحث رئيسي بالوحدة الاقتصادية بقناة السويس، وأحمد حمدي مراجع حمولة ورسوم السفن بالهيئة.
في بداية الجلسة، استعرض أنس رخا، باحث رئيسي بالوحدة الاقتصادية، تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد على حركة سفن الركاب السياحية خلال عامي 2020-2021، والتي شهدت ركودًا ملحوظًا وصل إلى انخفاض حجم الطلب على السفن السياحية عالميا بنسبة 80%.
وأوضح أن قناة السويس تعاملت مع ركود نشاط سفن الركاب السياحية بمرونة كبيرة، عبر تقديم حوافز تتضمن تخفيض رسوم العبور بنسبة تصل إلى 50% للسفن السياحية بشرط توقفها في إحدى الموانئ المصرية، كأحد الآليات التي تنتهجها الهيئة ضمن سياسات تسويقية وتسعيرية شديدة المرونة، تواكب كافة المتغيرات المؤثرة على صناعة النقل البحري بكافة فئاته عالميًا.
وأشار رخا، إلى أن قناة السويس تتمتع بالقدرة على استيعاب 100% من أسطول سفن الركاب السياحية في العالم، بالتوازي مع وجودها في موقع عبقري ضمن منطقة تستحوذ على 50% من الطلب المحتمل على سفن الركاب في العالم، حيث تأتي منطقة البحر المتوسط في المرتبة الثانية عالميًا، بعد منطقة البحر الكاريبي من حيث نسبة الطلب على سفن الركاب بنسبة 19% تليها منطقة شمال أوروبا بنسبة 13%، ثم تحتل اسيا المرتبة الرابعة بنسبة 12% ثم منطقة الشرق الأوسط بنسبة 6%.
ومن جانبه، أكد أحمد حمدي مراجع حمولة ورسوم السفن بالهيئة، أن قناة السويس تعد ركنًا فاعلاً في منظومة السياحة العالمية، بما تزخر به من قدرات هائلة لدعم السياحة بفضل الحوافز والتسهيلات التي تقدمها لسفن الركاب، فضلاً عن العمل على تطوير مشروع متحف قناة السويس العالمي، وإنشاء مدينة رياضية أولمبية تضاهي المدن العالمية.
وأضاف أن قناة السويس حرصت على مواصلة تقديم الدعم للسفن السياحية بعدم إقرار زيادة في رسوم العبور الخاصة بها حيث تم استثناء ناقلات الغاز الطبيعي والسفن السياحية من زيادة الرسوم المقررة على كافة فئات السفن العابرة للقناة خلال العام المقبل 2022، مراعاة للأضرار التي لحقت بقطاع السياحة بسبب جائحة كورونا، باعتبار أن السياحة من أكثر القطاعات المتضررة من الجائحة عالميًا، مشيرا إلى التسهيلات المتعددة التي قدمتها الهيئة في التعامل مع الجائحة، أبرزها السماح بعملية تبديل الأطقم البحرية للسفن العابرة للقناة، وتقديم نموذج عملي في إدارة الأزمات من خلال تنفيذ عملية عبور نوعية غير مسبوقة في الإرشاد عن بُعد لسفينة الركاب الإيطالية الموبوءة “COASTA DIADEMA”، فضلًا عن تقديم تيسيرات وتسهيلات للسفن العابرة منها السماح بعبور سفينة “GLOBAL MERCY” أحدث أكبر وأحدث المستشفيات العائمة في العالم مجانًا دون رسوم.
كما تطرق إلى المزايا التنافسية التي تقدمها قناة السويس لتشجيع سياحة اليخوت بواسطة 3 مراكز لاستقبال ورسو اليخوت السياحية بمدن القناة الثلاثة، يصل أقصى غاطس لها 6 أمتار، وتصل طاقتها الاستيعابية إلى 30 يخت، مع تقديم خدمات مياه وكهرباء مجانًا وغير ذلك من الخدمات الأخرى المدفوعة كالإمدادات وأعمال الإصلاح والصيانة، فضلا عن حوافز تصل إلى العبور مجانًا وفقًا للائحة الملاحة وذلك للعائمات الصغيرة في حالة تكرار الرحلة خلال فترة لا تتجاوز الـ6 أشهر.
من جانبه، انتقل الدكتور محمد الذهبي، استشاري مشروع متحف قناة السويس العالمي، للحديث عن مشروع المتحف حيث ألقى في البداية الضوء على مشروع قناة السويس الذي يعد فصلاً أساسيًا في تاريخ البشرية، فقد استغرقت أعمال الحفر 10 سنوات كاملة باستخدام المصريين الأدوات اليدوية البسيطة بداية من عام 1859 حتى عام 1869، وأثمرت القناة عن إنشاء مدينتي الإسماعيلية وبورسعيد.
ثم استعرض مشروع متحف قناة السويس العالمي، الذي يعد نقلة حضارية وسياحية كبيرة في محافظة الإسماعيلية، بدء العمل في ترميمه في إبريل 2019، موضحا احتواء المتحف على 6 قاعات متحفية مبهرة ومتنوعة، تشرح القاعة الأولى الممر الملاحي الدولي والموقع العبقري الذي كان سببًا في التشجيع على طرح فكرة حفر القناة، أما القاعة المتحفية الثانية فتتحدث عن أدوات تنفيذ المشروع من أعمال السخرة وعصر الميكنة والتكنولوجيا، وتتناول القاعة المتحفية الثالثة الإدارة التنفيذية للمشروع على مدار 10 سنوات.
وتابع الذهبي: تسلط القاعة المتحفية الرابعة الضوء على حفل الافتتاح المبهر الذي شهد حضور ملوك وأمراء وقادة العالم، ومنهم إمبراطورة فرنسا أوجيني، ثم ننتقل إلى القاعة المتحفية الخامسة التي تسجل التنمية العمرانية الهائلة على محور القناة وإنشاء مدينتي الإسماعيلية وبورسعيد إلى جانب النهضة والرواج الذي شهدته مدينة السويس، وأخيرًا تستعرض القاعة المتحفية السادسة الصراع الدولي على القناة والذي انتهى بتأميم شركة قناة السويس.
وعرض الذهبي خلال الجلسة مجموعة من الصور توضح معدلات الإنجاز بمشروع المتحف وأعمال الترميم التي تُعيد للمباني التاريخية رونقها، كما استعرض مخطط مشروع متحف قناة السويس العالمي، والذي يقام على مساحة 10 آلاف متر مربع، ويتضمن تحويل جزء من فيلا ديليسبس إلى فندق يحمل الطابع التاريخي للمكان ويحتفظ بنفس محتوياته القديمة، مؤكدًا أن مشروع المتحف يأتي ضمن خطة للتنمية السياحية المستدامة التي لا تعتمد فقط على الآثار، حيث يسعى المشروع لجذب السياحة لمحافظة الإسماعيلية التي تعد من أكثر المدن الساحرة في مصر.
شهدت الجلسة تفاعلاً من الحضور بطرح تساؤلات حول المزايا التي تقدمها قناة السويس بالتعاون مع وزارة السياحة ووزارة النقل لسفن الركاب السياحية العابرة للقناة، علاوة على التساؤلات المتعلقة بأهم المستجدات المتعلقة بمشروع متحف قناة السويس العالمي.
وعلى هامش الجلسة قام وفد هيئة قناة السويس بعقد عدة لقاءات مع مجموعة من ملاك ومشغلي السفن السياحية واليخوت البحرية وأبرز الفاعلين في مجال السياحة العالمية، مثل شركة كروز السعودية ومارينا دبي.