الأضخم في العالم.. الإسكان: التكلفة التقديرية للمرحلة الأولى لحياة كريمة 150 مليار جنيه
تناقش نسخة منتدى شباب العالم هذا العام ، المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” والتجربة المصرية لتنمية الإنسان، وهي المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الدولة، حيث تتخطى استثماراته حوالى 700 مليار جنيه على مدار 3 سنوات لتغيير شكل الريف المصرى ورفع مستوى المعيشة وتحسين جودة حياة حوالى 58 مليون مواطن من أبناء القرى في مختلف المجالات الخدمية والحيوية.
كما تسهم مبادرة حياة كريمة في الارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين الأكثر احتياجًا وبخاصة في القرى.
وتهدف المبادرة إلى توفير الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجًا على مستوى الجمهورية، كما تتضمن شقًّا للرعاية الصحية وتقديم الخدمات الطبية والعمليات الجراحية، وصرف أجهزة تعويضية، فضلًا عن تنمية القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لخريطة الفقر، وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة في القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، وتجهيز الفتيات اليتيمات للزواج.
لحظة فارقة
أكد المهندس طارق الرفاعي، معاون وزير الإسكان لشئون المرافق، أن مبادرة “حياة كريمة” غيرت وجه وشكل الريف المصري بالكامل، مشيرا إلى أن عام 2014 كان لحظة فارقة فى تاريخ مصر، خاصة فيما يخص قطاع مياه الشرب والصرف الصحي، حيث لم تتعد نسبة تغطيته فى عام 2014 الـ79% من نسبة سكان الجمهورية فقط، علماً بأنه كان منها مناطق مغذاة بكميات مياه غير كافية، منوهاً إلى أنه تم رفع النسبة إلى 98.7% في عام 2021.
وقال معاون وزير الإسكان، في تصريحات، إن مبادرة “حياة كريمة” تحولت لمشروع قومي كبير، فهو يعتبر المشروع الأضخم في العالم مثلما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن المشروع يستهدف النزول للقرى المصرية قليلة أو معدومة الخدمات وتحويلها إلى قرية متكاملة الخدمات أشبه بالمدينة، موضحاً أن مبادرة حياة كريمة تشمل 175 مركزا تم اختيارها وفقاً للجهاز المركزي للتخطيط والتنمية المحلية.
المرحلة الأولى
وأضاف معاون وزير الإسكان لشئون المرافق، أن المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة بدأت بـ51 مركزاً على مستوى الجمهورية، وتمت إضافة مركز مصر النوبة للمبادرة، تبعه 1500 مركز والتكلفة التقديرية للمرحلة الأولى قدرت بـ 150 مليار جنيه وقد تزيد قليلاً.
وأوضح أن المشروعات كلها يتم تطويرها بالتنسيق بين وزارة الإسكان والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بينما الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى سوف تقوم بإنشاء ومد وتدعيم شبكات الصرف الصحى، بينما وزارة الرى تعمل على تبطين الترع ووزارة البترول تعمل مد وتوصيل الغاز الطبيعى فى القرى والمراكز المستهدفة.
وأشار إلى أن مشروع معالجة مياه الصرف الصحي الهدف منه الاستفادة من مياه الصرف الصحي، وإعادة استخدامها مرة أخرى فى ري الأراضي الزراعية، وأنه يتم حاليا تنفيذ محطات معالجة مياه ثنائية وثلاثية، طبقاً للاتفاق مع وزارة الموارد المائية والري المسؤولة عن المجاري المائية فى مصر.
وتابع: “ لدينا 214 محطة لمعالجة المياه بطاقة تصل لـ5 ملايين متر مكعب في اليوم”، مشيراً إلى أن هناك 146 محطة معالجة فى الوجه البحري.
ولفت الرفاعي إلى أنه سيتم تحديد عدد المحطات اللازمة فى الريف المصري، لخدمة أهالينا فى الريف بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والري، مشيراً إلى أن الدولة تعمل على إنشاء محطة معالجة ثنائية وثلاثية، قائلا: “68 محطة معالجة في الصعيد، و146 محطة، لضخ 5 ملايين متر مكعب في اليوم وسيتم الانتهاء في 2022”.
300مليار جنيه
وتابع طارق الرفاعى، أنه تم تنفيذ حوالي 587 مشروعا بتكلفة 20 مليار جنيه، مشيراً إلى أن هذه الجهود وفقاً لاستراتيجية مصر في 2030، بوصول نسبة تغطية الصرف الصحي إلى 100% بتكلفة 300 مليار جنيه.
ولفت معاون وزير الإسكان لشئون المرافق إلى مبادرة “حياة كريمة” التي عملت على الانتهاء من تنفيذ مشروعات الصرف الصحي، وجميع الخدمات المطلوبة في القوى المصرية، خلال 3 سنوات فقط بتكلفة 800 مليار جنيه، معقباً: “المبادرة الرئاسية هي التي قللت المدة من 10 سنوات إلى 3 سنوات فقط”.
وأوضح طارق الرفاعي أنه لرفع نسبة التطوير من 12% إلى 40% تطلب الأمر تقسيم الأولويات إلى مرحلتين، مرحلة عاجلة ومرحلة آجلة، مشيراً إلى أنه تم البدء في تنفيذ المرحلة العاجلة طبقاً لرؤية وخطة واستراتيجية وأولويات، أما في المرحلة الآجلة تم اختيار القرى الأقرب من المجاري المائية للحفاظ على صحة المواطن المصري ومنع التلوث.
وأكد معاون وزير الإسكان أنه كان هناك أولوية أيضاً للقرى التي تعاني من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، حتى لا تتأثر صحة المواطنين، منوها إلى أنه تم تنفيذ العديد من الخدمات، للخروج من ريف بلا خدمات أو قليل الخدمات، إلى ريف متكامل الخدمات.
تنمية الصعيد
ومن جانبه قال الدكتور عبد الخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إنه تم انفاق 87 مليار جنيه لتنمية الصعيد فى الفترة من 2014 وحتى 2022، لافتاً إلى أنه تم تحديد مخطط لاحتياجات الصعيد وتحديدها، والتى تم التركيز فيها على انعزال الصعيد مكانياً عن المحيط، ولذلك تم ربط الصعيد بالبحر الأحمر والوادى الجديد وباقى محافظات الجمهورية من خلال تنفيذ شبكة طرق متطورة.
وأضاف مساعد وزير الإسكان، فى تصريحات خاصة لصدى البلد، أنه تم وضع مخطط استيراتيجى للمحافظات في الدولة لتنفيذ مشروعات طرق مشروعات تنموية اقتصادية وغيرها، مشيراً إلى أن وزارة الإسكان عملت على تطوير ورفع كفاءة العمران القائم بالصعيد والاهتمام بالمدن الجديدة التوأمية التى تم تدشينها فى أوائل الألفينات ولم تحقق المرجو منها لذلك تم العمل على تنفيذ عدة مشروعات لرفع كفاءة تلك المدن القائمة لتشجيع المواطنين على الاستقرار فيها، كما أنه يتم العمل على تنفيذ مدن الجيل الرابع بالصعيد.
وأشار مساعد وزير الإسكان، إلى أن الوزارة ما زالت تستكمل المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة والتى تعمل فيها على تطوير وتحسين جودة الحياة فى ما يقرب من 25 مركز والذين كانوا نصيب وزارة الإسكان بالمرحلة الأولى، منوهاً بأن وزارة الإسكان تنفذ محور المياه والصرف الصحى لأن أغلب القرى الموجودة فى الوادى أو الدلتا كانت تعانى من مشكلة المياه وندرتها.
وتابع أنه يتم توفير مختلف أنواع الخدمات من خدمات صحية وحكومية وشباب ورياضية وتضامن اجتماعى، بالإضافة إلى شبكة الكهرباء، كما يتم تنفيذ مبادرة سكن كريم لتوفير حياة كريمة للمواطنين، ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة خلال سنتين، مؤكداً أنه بنهاية مبادرة حياة كريمة نستطيع أن نؤكد أننا انهينا الجزء الأكبر من مشكلات الريف، مضيفاً أنه تم البدء فى التخطيط للمرحلة الثانية من المبادرة لكى يتلافى محددات والمعوقات التى ظهرت خلال تنفيذ المرحلة الأولى.