الساحل الشمالى يسحب البساط من المدن السياحية
شهدت المدن الشاطئية المصرية انتعاشة كبيرة بفعل السياحة الداخلية، التى مازالت هى الحصان الرابح الذى تراهن عليه المقاصد السياحية، خلال الموسم الصيفى، حيث شهدت الفنادق المصرية رواجًا كبيرًا خلال فترة عيد الأضحى المبارك بعد حالة الركود التى عاشها القطاع الفندقى بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وأسهمت الانتعاشة الكبيرة الآن فى رفع نسب إشغالات فنادق الساحل الشمالى الذى أصبح يتربع على القمة فى نسب الإشغالات ويليه الإسكندرية ومرسى مطروح لتصل إلى ١٠٠٪ فى بعضها ونحو ٨٠٪ فى البعض الآخر.
كما شهدت فنادق الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم نسب توافد أعلى من المعدلات السابقة لتتراوح ما بين ٨٠٪ إلى ٩٥٪ من السياحة الأجنبية والداخلية التى تمثل أكثر من ٥٠٪ بما فيها السياحة العربية وهى نسبة جيدة كما يرى أصحاب الفنادق.
فى البداية قال علاء عاقل، رئيس غرفة الفنادق، الساحل الشمالى يعتمد على السياحة الداخلية من المصريين والعرب فهو سياحة موسمية ويعمل خلال شهور الصيف فقط ويمتاز بالمنتجعات العقارية الكثيرة ويوجد به أعداد قليلة جدًا من الفنادق لا يتعدون خمسة فنادق على طول البحر بمساحة 250 كيلومترا.
وأكد «عاقل» أن ارتفاع أسعار فنادق الساحل سببه أنها تعمل مدة شهرين فى السنة فمن الضرورى يعمل على تعويض باقى العشرة شهور المتبقية من العام ومطلوب منه قبل بداية كل موسم إجراء عمليات الصيانة بشكل كامل وهى مكلفة جدًا على المنشآت الفندقية وكذلك عمليات الدهان للفندق بالكامل كل عام بسبب عوامل الجو والأمطار والعواصف التى يشهدها الساحل الشمالى خلال موسم الشتاء وهو ما لم يفعله أى فندق على مدار عشرة سنوات أن يتم دهان الفندق.
أما الإسكندرية فإشغالات الفنادق جيدة جدًا وتعتمد على السياحة الداخلية بنسبة ١٠٠٪ ونفس الأمر ينطبق على مرسى مطروح فهى تعتمد أيضاً على السياحة الداخلية بنفس النسبة وهى سياحة موسمية تعمل خلال شهور الصيف بالنسبة لمرسى مطروح.
وبالنسبة لإشغالات فنادق البحر الأحمر والغردقة خلال موسم الصيف وفترة عيد الأضحى تعتبر جيدة إلى حد ما خاصة أنها تعتمد على السياحة الأجنبية والداخلية خلال موسم الصيف.
أما شرم الشيخ فلديها أزمة صعبة جدًا وأنقذتها بالفعل السياحة الداخلية والعربية ومازالت، وتابع «عاقل»: المشكلة سببها أن السوقين المهمين واللذين تعتمد عليهما شرم الشيخ الروسى والأوكرانى اختفوا بسبب الحرب كما نعلم والسوق الثالث وهو السوق الإنجليزى لدية أزمة فى المطارات فى انجلترا أثرت على الحركة فى العالم ومن ضمنها شرم الشيخ، فالسياحة الإنجليزية أثرت على كل المقاصد التى يذهب إليها بسبب الأزمة أزمة المطارات وبالتالى شركة الطيران أحجمت عن العمل وقامت بإلغاء رحلات كثيرة ومؤخرًا قامت شركة «لفت هانزا» بإلغاء 2000 رحلة من برامجها.
أما العين السخنة فهى تعتمد على موسم الإجازات القصيرة فقط ويفضلها سكان القاهرة لقرب المسافة فهى ليست لإجازات المصيف الطويلة.
ومن جانبه قال على المانسترلى رئيس غرفة السياحة بالإسكندرية إن الساحل الشمالى بالفعل سحب البساط من المدن الشاطئية لأن هناك اختلافا كبيرا فهو يجمع بين المستوى المتوسط والأعلى وهذا الزبون لا يذهب إلى مدينة الشاطئية غير الساحل الشمالى لا يفكر فى الذهاب إلى الإسكندرية أو شرم الشيخ أو الغردقة كل حياتهم فترة ثلاثة شهور فى الساحل الشمالى.
وأضاف: والدولة مع وجود العالمين الجديدة والحفلات والايفنتات التى تقام بها ساعد على عمليات الجذب للمصريين ومع الافتتاح الرسمى لها شهر يونيو العام القادم ٢٠٢٣ سيكون الإقبال أكثر من الآن مع وجود الكم الهائل من السكن والأبراج التى سيتم افتتاحها.
وتابع: من الصعب مقارنة الساحل الشمالى بالإسكندرية التى بها ندرة كبيرة فى الفنادق والغرف الفندقية الموجودة بسيطة وتكون مشغولة، دائمًا لذلك أسعارها تكون مرتفعة وهو أمر طبيعى فى حين لو توافر لدى الإسكندرية 30 أو 50 فندقا لن نشعر بزيادة الأسعار المبالغ فيها فأسعار الغرف اليوم يتراوح من ٧ إلى ٥ آلاف جنيه فى الليلة فى فنادق الخمس نجوم و٣ آلاف جنيه فى الأربع نجوم و١٣٠٠ جنيه فى الثلاثة نجوم وجميعها كاملة العدد لذلك من الصعب مقارنتها بالساحل الشمالى لأنه أعلى بكثير من ذلك.
وأكد المانسترلى أن الإسكندرية فى حاجة شديدة لمزيد الغرف الفندقية لتتناسب الأسعار مع مرتاديها، مشيرًا إلى أن أسعار الساحل الشمالى هناك فنادق يصل سعر الغرفة فى الليلة ٢٠ ألف جنيه فيما فوق فى العلمين وفى ريكسوس فى مراسى كان يصل سعر الغرفة إلى ٢٦ و١٧ ألفا خلال فترة العيد وغير متوفرة.
وبالنسبة لمرسى مطروح فهى كاملة العدد وتعتمد على العمائر الفندقية تعتمد عليها النقابات المهنية وبعض الشركات السياحية تنظم هذه البرامج وأسعارها أقل من أى مكان آخر وفى متناول الكثيرين وممكن رحلة لأسرة كاملة مدة خمسة أيام بمبلغ 3500 جنيه بالإقامة بالعمائر الفندقية.
فيما يرى رامى فايز عضو مجلس إدارة غرفة فنادق البحر الأحمر من الصعب أن يسحب الساحل الشمالى البساط من البحر الأحمر الغردقة ومرسى علم لأن السياحة فى الساحل الشمالى موسمية تبدأ من منتصف شهر يونيه إلى منتصف شهر سبتمبر وهى إجازة الصيف للمصريين.
وتابع: إضافة إلى ذلك أن مطار العالمين لم يعمل بشكل كامل حتى الآن ومطار مرسى مطروح يستقبل طائرتين من إيطاليا.
فمن الصعب أن يقارن الآن بمطارات شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم اللذين يستقبلان من ٢٠ إلى ٣٠ طائرة فى اليوم أى بمعدل ١٠٠ طائرة أسبوعياً.
وأضاف: ولكن بعد الانتهاء من مدينة العلمين وتبدأ التنمية المستدامة كما أعلن الرئيس هنا ممكن نقول هناك منافسة وتبدأ توضع على الطريق لتبدأ المنافسة وأى أن كانت المنافسة فهى لصالح البلد وليس المستثمرين وطالما فى خير للبلد مؤكد كلنا ندعم ذلك.
وقال «فايز»: نسب الاشغالات فى مرسى علم جيدة جدًا تتراوح من 80٪ إلى 95٪ من جنسيات مختلفة من ألمانيا والتشييك وبولنا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا.
وأشار عضو مجلس إدارة غرفة فنادق البحر الأحمر إلى أن السياحة الداخلية تمثل ٣٠٪ من نسب إشغالات مرسى علم وهى نسبة جيدة وتستمر حتى منتصف شهر سبتمبر مع بدأ العام الدراسى.
ولفت إلى أن مطار مرسى علم استقبل هذا الأسبوع 114 طائرة فالإشغالات تسير بشكل جيد فى مرسى علم.
ومن جانبه قال رامى رزق الله رئيس لجنة تسويق شرم الشيخ الساحل الشمالى سحب البساط من كل المدن السياحية الشاطئية وذلك نتيجة إقبال السعوديين ودول الخليج لما لديهم من القدرة المالية وإن كانت أعداد السعوديين بدأت تتراجع بنسبة ٤٠٪ بعد أن اتجهوا إلى أوروبا بعد أن فتحت أبوابها فتوجه إليها جزء كبير من السعوديين والباقى توجه إلى الساحل الشمالى.
وأشار «رزق الله» إلى أن إشغالات فنادق شرم الشيخ خلال فترة عيد الأضحى تراوحت من ٧٠٪ إلى ٨٠٪ وهى نسبة جيدة ولكنها تبدأ فى التراجع بنسبة ما بين ١٠ إلى ١٥٪ ومازالت تبيع بأسعار رخيصة فهناك فنادق يصل فيها سعر الغرفة فى الليلة 1200 جنيه شاملة الوجبات الثلاثة شىء محزن وننتظر ونأمل أن تتحسن الأسعار بعد مؤتمر المناخ نوفمبر القادم.
وتابع: أما بالنسبة لأسعار فنادق الساحل الشمالى فحدث ولا حرج فالأسعار ارتفعت كثيرًا عن العام الماضى نتيجة الإقبال الشديد عليها حيث وصل سعر الغرفة فى أقل فندق ٧ آلاف جنيه فى الليلة الواحدة بالافطار فقط.
وتابع: أما فنادق العلمين وسيدى عبدالرحمن وريكسوس والماسة وچى هوتيل فالأسعار تبدأ من ١٢ ألف جنيه إلى ١٨ ألف جنية لليلة الواحدة شاملة وجبة الأفطار فقط، أما الإقامة الكاملة فيصل سعر الليلة ٢٠ ألف جنيه وهناك اجنحة يصل سعرها ٢٤ ألف جنيه فى الليلة الواحدة شاملة وجبة الإفطار فقط.
وأوضح «رزق الله» أن فنادق الساحل الشمالى تعتمد على عملها شهرين فى السنة وتختلف عن فنادق جنوب سيناء والبحر الأحمر التى تعتمد على عمالة تصل إلى أكثر من الألف عامل فى الفندق الواحد أما الساحل فهى عمالة موسمية (كاجوال) يعملون لمدة شهرين فقط فى السنة فهناك اختلاف كبير لأن ليس على قوته ألف عامل كما فى شرم الشيخ والغردقة.
وأشار رامى رزق الله إلى امتلاء فنادق شرم الشيخ بالسياحة الداخلية ومتوقع أن تصل نسب الاشغالات من 65 إلى 70٪ فترة شهرى يوليو أغسطس القادمين فالمصريون يمثلون أكبر حجم فى نسب الإشغال ويليهم الإيطاليون ثم السعودية والخليج إلى جانب بعض قليل من الجنسيات الأخرى.
وأكد «رزق الله» بدء عودة الروس وهناك زيادة أسبوعيا تصل لأكثر من ٨ آلاف روسى ويمثلون ٤٠٪ من حجم السياحة الروسية التى كانت تأتى لشرم الشيخ قبل الحرب أما السوق الأوكرانى فما زال صفرا مؤكدًا أن السياحة الداخلية والعربية هما اللذان أنقذا شرم الشيخ.