بعد ايقافها عن الخدمة لـ600 يوم..كيف تخطط طائرة بوينغ “737 ماكس” للعودة للسماء؟
وتم تعليق طائرة بوينغ من طراز “737 ماكس” من الخدمة في مارس / آذار 2019، إثر وقوع حادثتين في أقل من 5 أشهر، ما أودى بحياة 346 شخصاً.
وتشير جميع المؤشرات الآن إلى أن الطائرة يتم اعتمادها للعودة إلى الخدمة قريباً في الولايات المتحدة، بعد التغييرات التي فرضها المنظمون.
وأعلن ستيف ديكسون، مدير إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية في وقت سابق من هذا الأسبوع، أنه من المقرر مراجعة تغييرات التصميم المقترحة “خلال الأيام المقبلة”، ومن المتوقع أن تكون العملية التنظيمية من هناك بسيطة نسبياً.
ولكن حتى إذا التزمت إدارة الطيران الفيدرالية بهذا الجدول الزمني، فليس هناك خريطة طريق لإقناع الركاب بأن أحدث جيل من الطائرات الأكثر مبيعاً في العالم، أي “بوينغ 737″، ستصبح آمنة.
وبدأت بعض شركات الطيران، أمثال الخطوط الجوية الأمريكية، ببيع تذاكر الرحلات على متن طائرة “ماكس”.
وقال المتحدث باسم شركة الخطوط الجوية الأمريكية، كيرتس بلسينغ: “سيتمكن عملاؤنا من التعرف بسهولة على ما إذا كانوا سيسافرون على متن 737 ماكس حتى إذا تغيرت الجداول الزمنية”.
وأما عن شركة الخطوط الجوية المتحدة، فقد وعدت الركاب بأنه سيكون باستطاعتهم إعادة الحجز، إذا لم يرغبوا في السفر على متن طائرة “737 ماكس”.
وفي الوقت ذاته، أوضحت شركة خطوط ساوث ويست الجوية، التي كانت تملك أكبر أسطول طائرات من طراز “ماكس” في الولايات المتحدة قبل قرار التعليق، أن الأمر سيستغرق مدة أطول، مما يعني 3 إلى 4 أشهر من رفع التعليق القانوني من أجل عودة الطائرات إلى الخدمة.
وقال مايك فان دي فين، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة خطوط “ساوث ويست” الجوية، خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي: “لدينا خبرة تشغيلية كبيرة مع هذه الطائرات، وهي أكثر طائراتنا فعالية من حيث التكلفة. وأكثر طائراتنا موثوقية. لذلك نتطلع حقاً إلى تشغيلها في رحلات الطيران مرة أخرى”.
ولكن، المبررات التي قد ترضي شركات الطيران، من غير المرجح أن تقنع الركاب.
طمأنة الركاب يشكل الكثير من التحدي
وبشكل أساسي، جزء من مشكلة إقناع الركاب بأن طائرت “ماكس” آمنة، هو أنه لا يوجد دليل لكيفية القيام بذلك، والآخر هو أن شركات الطيران وصناعة الطيران التجاري لا تحب الحديث عن السلامة.
وتعاني شريحة كبيرة من الركاب بالفعل من الخوف من الطيران.
وقد تؤدي حملة إعلانية عن السلامة إلى زيادة مخاوف الركاب، وعلى سبيل المثال، إذا قامت “بوينغ” وشركات الطيران التي تشغل “737 ماكس” بالعمل على حملة إعلانية، وهو أمر مكلف، فقد تخاطر بتذكير العملاء بمشاكل الطائرة، أو إخبار العملاء الذين لا دراية لهم عن تلك الحوادث.
وكانت شركات الطيران تضع إستراتيجيات حول كيفية تحقيق التوازن بين استخدام طائرات “ماكس” التي تحتاج إلى تشغيلها رغم حقيقة أن بعض الركاب لا يرغبون في السفر على متنها.
ورغم أزمة “كوفيد-19″، إلا أن الجائحة قد خففت الضغط على الأساطيل الحالية. ولكن، في مرحلة ما، سيتعين على بعض شركات الطيران أن تكون أول من يعيد طائرات “ماكس” إلى الأجواء.
وسيأتي ذلك بمستويات غير مسبوقة من الاهتمام من جانب المنظمين، ووسائل الإعلام، والركاب.
وبشكل عام، لا تحتاج شركة “بوينغ” إلى إقناع العملاء الأمريكيين فقط.
وبالإضافة إلى القرارات الرئيسية الصادرة عن هيئة تنظيم الطيران في أوروبا، ستكون الشهادات من الهيئات التنظيمية المستقلة الأصغر في دول رئيسية مثل أستراليا، وكندا، واليابان، وسنغافورة، والإمارات، بمثابة أمر بالغ الأهمية.
وتعاني “بوينغ” من مشكلة أكثر صعوبة، وهي إقناع الركاب بأن العيوب الأساسية في “737 ماكس”، قد تمت معالجتها وحلها.
وتتمثل الأولويات الفورية لبرنامج إعادة تشغيل بوينغ “737 ماكس” بالحصول على شهادة دارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، وتحديث تصميم الطائرة لتلبية متطلبات الاعتماد والتسليم.