دراسة: مركب السلفورافان قد يحمي من تلف الرئة الناتج عن كورونا بنسبة 29%
مر عامان على إعلان وباء كورونا، لكن الباحثين واثقون من أن 2022 قد يكون العام الذي يتلاشى فيه “كوفيد-19”.
ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف بشأن قدرته على التحول، لذلك يعمل الباحثون بلا كلل لتعزيز الحماية. وفي العمل الأخير، اقترح العلماء أن الخضر الورقية يمكن أن تقلل من خطر تلف الرئة من “كوفيد-19”.
واقترحت الدراسة الجديدة التي أجريت على الفئران، وأجرتها كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، أن السلفورافان، وهو مركب موجود في الخضار الورقية الخضراء، يمكن أن يحمي من تلف الرئة الناجم عن “كوفيد-19”.
وكشفت النتائج أن المركب تسبب في انخفاض بنسبة 17% في كمية الفيروس في الرئتين، وانخفاض بنسبة 9% في كمية الفيروس في الجهاز التنفسي العلوي.
ووجد الباحثون أيضا أن إصابة الرئة كانت أقل بنسبة 29%، مقارنة بالفئران التي لم تتلق السلفورافان.
وقلل المركب الالتهاب في الرئتين عن طريق حماية الخلايا من الاستجابة المناعية المفرطة النشاط، التي يبدو أنها عامل دافع يتسبب في وفاة الأشخاص من “كوفيد-19”.
وقال ألفارو أوردونيز، المعد الأول للورقة البحثية، وأستاذ طب الأطفال المساعد في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز: “ما وجدناه هو أن السلفورافان مضاد لفيروسات كورونا SARS-CoV-2 بينما يساعد أيضا في التحكم في الاستجابات المناعية. وهذا النشاط متعدد الوظائف يجعله مركبا مثيرا للاهتمام لاستخدامه ضد هذه العدوى الفيروسية، وكذلك تلك التي تسببها فيروسات كورونا البشرية الأخرى”.
وفي بحث سابق، ثبت أن السلفورافان يوفر ثروة من الفوائد الصحية، لا سيما للهضم والسرطان.
ويحتوي المركب أيضا على خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للميكروبات ومضادة للالتهابات ومضادة للشيخوخة وقائية للأعصاب ومضادة للسكري.
وكما يوحي الاسم، فإن السلفورافان مركب غني بالكبريت، يوجد في الغالب في الخضروات الصليبية. وأظهرت الأبحاث الإضافية أن المركب يقلل الالتهاب عن طريق تحييد السموم في الجسم.
ونظرا لأن الالتهاب مرتبط بعدة أنواع من السرطان، فقد تم الترحيب بالمركب لآثاره الوقائية ضد المرض.
وقالت لوري جونز براندو، الأستاذ المساعد في طب الأطفال في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز: “عندما بدأت جائحة كورونا، حولت فرقنا البحثية متعددة التخصصات تحقيقنا في الفيروسات والبكتيريا الأخرى للتركيز على علاج محتمل. كنت أفحص عدة مركبات بحثا عن نشاط مضاد للفيروس التاجي وقررت تجربة السلفورافان لأنه أظهر نشاطا متواضعا ضد العوامل الميكروبية الأخرى التي ندرسها”.
وفي إحدى التجارب، عرّض الفريق خلايا الفئران للسلفورافان بساعة إلى ساعتين قبل إصابة الخلايا بـSARs-CoV-2.
ووجدوا أن التركيز المنخفض لمركب النبات قلل من تكرار ست سلالات من SARS-CoV-2 بنسبة 50%، بما في ذلك متغيرات دلتا وأوميكرون.
وكشفت النتائج أن الجمع بين جرعات منخفضة من السلفورافان وريمديسفير كان أكثر فعالية ضد الفيروس من أي من العلاجات المطبقة بمفردها. ويعرف ريمديسفير بأنه دواء مضاد يستهدف مجموعة من الفيروسات.
وكان العقار من أوائل الأدوية التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج “كوفيد-19″، وتم إعطاؤه للمرضى الذين يدخلون المستشفى مصابين بالفيروس منذ ذلك الحين.