نائب وزير السياحة: تعاون بين «القاهرة» و«أنقرة» لجذب السياح الروس عبر تركيا
أكدت غادة شلبى نائب وزير السياحة والآثار، وفقًا لبيان نُشر في ميدل إيست أي (MEE)، أن وزارتى السياحة في كل من مصر وتركيا تعدان مشروعًا لجذب السياح الروس إلى مصر عبر تركيا، ويتضمن المشروع زيارات متزامنة لكلا البلدين، وذلك للتغلب على الانخفاض في التدفقات السياحية من روسيا وأوكرانيا للبلدين بسبب «العقوبات الجوية» الغربية المفروضة على المرور الجوى، مشيرة إلى أن البلدين بحاجة إلى توحيد الجهود المشتركة.
ووفقًا لما نشر، فإن جذب السياح الروس عبر تركيا سيكون مفيدًا لكل من صناعة السفر وشركات الطيران، «وإن اقتراح التعاون هذا يمكن أن يساعد في إقامة تحالفات بين شركات الطيران الوطنية لمصر وتركيا، لذا فإنه يجرى العمل حاليًا على إعداد المشروع والتحضير لجولة مشتركة تشمل البلدين، وإن هذا المشروع سيكون أول تعاون سياحى بين القاهرة وأنقرة».
وحسب قولها، فإن المشروع السياحى المربح يعد بمكافآت سياسية بمعنى «التقارب بين البلدين.
وقال الخبير التركى مجدى سليم: إن «لدى البلدين فرصة للتعاون من أجل الحد من التأثير السلبى للأحداث الأخيرة على قطاع السياحة، وترغب مصر في بدء هذا التعاون في أسرع وقت ممكن، وهذا يعد أمرا جيدا لتركيا أيضًا، وسيساعد هذا المشروع في إنشاء تحالفات بين شركات الطيران الوطنية».
أما رامى فايز، عضو جمعية المستثمرين السياحيين بمرسى علم، فقال: إن المشروع تمت مناقشته منذ منتصف مارس، وإن شركات السياحة الروسية تبحث حاليًا عن دولة أخرى لتسيير رحلاتها السياحية إلى مصر، لأنه من الواضح أن الأمر يتعلق بمسارات النقل- التي تم اختبارها بالفعل أثناء «إغلاق» المنتجعات المصرية من 2015 إلى 2020- وإنه سيتم الإعلان عن اسم هذه الدولة خلال الأيام المقبلة، واستئناف تسويق الرحلات الجوية الروسية إلى المدن السياحية المصرية.
وعلق الخبير السياحى معتز صدقى، نائب رئيس لجنة السياحة بالغرفة الأمريكية، قائلًا: إن هذه الخطوة مهمة للغاية في هذه الظروف الصعبة، وخاصة أن السوق الروسية هي من أهم وأكبر الأسواق بالنسبة للمقصد المصرى، وقد طالبنا مرارًا بضرورة أن يكون هناك تسويق وتعاون مشترك، ليس مع تركيا فقط، بل مع دول الجوار، مثل مصر والأردن، ومصر واليونان، ومصر وإيطاليا، وأن تكون هناك حملة تسويقية واحدة، وكذلك تعاون ودمج لشركات الطيران الوطنية في هذه البلدان.
وتابع: نأمل أن يكون هذا المشروع مع الجانب التركى بداية لمشاريع تعاون مع الدول المجاورة الأخرى، مشيرًا إلى أن سرعة تنفيذ هذا المشروع مهمة للغاية، وخاصة أن السوق الروسية من الأسواق المؤثرة في حجم الإشغالات في المقصد المصرى، كما أن مصر هي من الوجهات المفضلة بقوة بالنسبة للسائح الروسى، حيث حلت مصر في المرتبة الرابعة في استقبال السائحين الروس، وذلك وفقًا لما أعلنته شركة الأبحاث الروسية AK&M.
وأوضح موقع «RUSSTD» المتخصص في السفر، والذى رصد أن عمليات الحجز عبر الموقع الأشهر «Travelata.ru»، أن مصر تأتى من أعلى قائمة تفضيلات حجز السائحين الروس خلال الموسم الشتوى لعام (2021-2022) بواقع 52% من مستخدمى الموقع من الروس.
كما أظهر استطلاع للرأى، أجرته شركة Yandex، المحرك البحثى الروسى، أن 60٪ من السياح الروس اختاروا السفر لمصر بجانب تركيا وتايلاند وإيطاليا وإسبانيا، كأكثر وجهات السفر المفضلة.
وأشاد الفندقى عمر إبراهيم بالمشروع وطالب بأن يكون العمل من خلاله بالتوازى مع خطة البحث عن أسواق بديلة، لأن الأزمة الأوكرانية يمكن في أي لحظة تتغير الأوضاع وتنقلب الأمور إلى الأسوأ، لذا يلزم التوجه إلى الأسواق الناشئة، مثل الصين والهند والبرازيل وأمريكا الجنوبية بصفة عامة يمكن استهدافها، وسيكون المشروع المصرى التركى هو الأفضل لجلب سياح من هذه الأسواق البعيدة، لكن في العموم، فإنه يتعيّن على الدولة المصرية بناء تحالفات اقتصادية استراتيجية لجذب أسواق سياحية جديدة والتى ستفيد في انتعاش نمو القطاع السياحى باعتباره الأكثر تأثرًا بالأوضاع العالمية، لضمان استدامة معدلات النمو.
ومن جهة أخرى، عقدت غادة شلبى، نائب وزير السياحة والآثار لشؤون السياحة، اجتماعا، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مع ممثلى القطاع السياحى المهنى بالسوق الإيطالية، وذلك في إطار حرص الوزارة على التواصل المستمر مع شركاء المهنة في الأسواق السياحية المصدرة للسياحة لمصر لإطلاعهم على آخر التطورات التي تشهدها السياحة المصرية وللتباحث حول سبل زيادة السياحة الوافدة من هذه الأسواق إلى المقصد السياحى المصرى.
وقد شارك في الاجتماع ممثلون عن الاتحاد المصرى للغرف السياحية وغرفة المنشآت الفندقية وغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، ومحمد فرج، الملحق السياحى بالمكتب السياحى المصرى في برلين بألمانيا، والمشرف الإدارى والمالى على المكاتب السياحية بكل من روسيا وإيطاليا ودول الإشراف التابعة.
وقد استهلت نائب الوزير الاجتماع بالإشارة إلى الخطوات التي اتخذتها مصر لاستئناف الحركة السياحية الوافدة إليها منذ يوليو ٢٠٢٠، منوهة إلى نجاح مصر في استعادة ثقة السائح وتشجيعه على زيارتها وأكدت أن العامل الرئيسى في ذلك كان التزام كل المنشآت الفندقية والسياحية بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية بكل حزم، مؤكدة أنه لايزال تطبيق هذه الإجراءات مستمرا وأن الوزارة تتابع تنفيذه بكل حسم، كما أن المتاحف والمواقع الأثرية تطبق أيضا ذات الإجراءات.
وأضافت أن الوزارة أطلقت خطا ساخنا يعمل على مدار الساعة لتلقى كافة شكاوى المصريين والسائحين إلى جانب تلقى مقترحاتهم واستفساراتهم.
وتحدثت نائب الوزير عن آخر التطورات التي يشهدها القطاع السياحى في مصر، حيث أشارت إلى أن الوزارة قامت بالتنسيق مع غرفة المنشآت الفندقية للاتفاق مع إحدى الشركات الدولية الكبرى المتخصصة لمتابعة ورصد آراء وتقييمات السائحين عن تجاربهم السياحية خلال زيارتهم للمقصد السياحى المصرى، بما يساهم في المتابعة الدقيقة لمستوى جودة الخدمات السياحية المقدمة به ومقارنتها بالأسواق السياحية المنافسة.
كما أوضحت أنه يمكن الحصول على التأشيرة السياحية الاضطرارية بالمنافذ المصرية أو إلكترونيًا عبر البوابة المخصصة لذلك لعدد ٧٨ جنسية حول العالم، وذلك تيسيرًا للسائحين في إجراءات السفر لمصر. كما نوهت عن موافقة مجلس الوزراء واللجنة الوزارية للسياحة والآثار بمد العمل ببرنامج تحفيز الطيران الحالى حتى 30 إبريل 2023