هواوي “ترحب” بالحوار مع بايدن لتجاوز “خلافات ترمب”
أكد مسؤول تنفيذي في شركة هواوي للاتصالات، الاثنين، أن الشركة الصينية “ترحب” بالحوار مع إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن القادمة، وتأمل حدوث “تفاهم” لإصلاح علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة التي وصلت إلى أسوأ مستوياتها خلال ولاية دونالد ترمب.
وقال بول سكانلان، كبير مسؤولي التكنولوجيا بقسم الشبكات في شركة هواوي: “حين يكون هناك تغيير في الإدارة، توجد دائماً فرص لإصلاح العلاقات”.
وأضاف سكانلان في حوار مع قناة “سي إن بي سي” الأميركية أن الشركة الصينية واجهت “تحديات كبيرة وعديدة مع الإدارة السابقة”، ولكنه قال إن هواوي “متفائلة” بشأن مستقبل علاقاتها مع أميركا تحت ولاية بايدن.
وقال سكانلان: “نحن نرحب بمزيد من الحوار (مع الولايات المتحدة). بالحوار تأتي التفاهمات ثم تأتي الثقة التي تسمح لنا بالعمل معاً”.
عقوبات ترمب
وتواجه هواوي، أكبر مُصنِّع لمعدات اتصالات الهواتف المحمولة والهواتف الذكية في العالم، ضغوطاً كبيرة بفعل العقوبات والقيود التجارية التي فرضتها إدارة ترمب عليها، وسط حرب تجارية متصاعدة بين واشنطن وبكين.
وبدأ الصراع التجاري بين أميركا والصين في شقه المتعلق بالتكنولوجيا عام 2017، حين حشدت الحكومة الصينية مبالغ ضخمة للاستثمار والإعانات المالية والشركات الخاصة لتحقيق ريادتها العالمية في التكنولوجيا، وبدأت استبدال جميع أجهزة الكمبيوتر أجنبية الصنع في مكاتب القطاع العام، كما أجبرت الشركات الغربية العاملة في الصين على مشاركة الملكية الفكرية مع الشركاء المحليين.
ودفعت هذه الخطوة التي أقدمت عليها الصين إدارة ترمب إلى إدراج شركات صينية، من ضمنها هواوي في اللائحة السوداء، ما يحرمها دخول السوق الأميركية أو الحصول على التكنولوجيات والمكوّنات الأميركية المهمة لهواتفها.
وفي وقت سابق من العام الجاري، أعلنت الولايات المتحدة تشديد عقوباتها على مجموعة “هواوي” للحد من وصولها إلى شرائح وتقنيات أميركية أخرى، لاستخدامها في المنتجات أو المكوّنات، ومن بينها نظام “أندرويد” المفتوح المصدر والتابع لشركة غوغل.
وضغطت إدارة ترمب أيضاً على حلفائها الأوروبيين لحملهم على إقصاء “هواوي” من أعمال شبكات إنترنت الجيل الخامس (5G)، بسبب مخاوف بشأن الأمن القومي.
وتتهم واشنطن “هواوي” بأنها أداة تستخدمها الصين للتجسس، وفرضت عليها قيوداً جديدة في الـ15 من سبتمبر الماضي تمنع الشركات الأميركية من توريد القطع أو التكنولوجيا لهواوي.
رؤية بايدن
وبينما تأمل الشركة الصينية تغييراً في سياسة أميركا تجاهها تحت إدارة بايدن، تشير تقارير إلى أن بايدن قد لا يعتمد نهجاً مغايراً.
وقالت وكالة “بلومبرغ” للأنباء إنه وبالرغم من أن بايدن انتقد مراراً سياسة ترمب تجاه الصين خلال حملته الانتخابية، فإن أجندته الخاصة تبين أنه يسعى فقط إلى تغيير التكتيكات مع الإبقاء على نفس السياسة الحالية.
وقال بايدن في مايو الماضي، بخصوص سياسة العقوبات التي ينهجها ترمب ضد الصين: “الفرق بين وبين ترمب هو أنني ستكون لدي خطة لاستخدام تلك العقوبات والاستفادة منها، بدلاً من فرضها فقط لإظهار قوة زائفة”.
ووعد بايدن خلال حملته الانتخابية بمقاربة عالمية ضد نفوذ الشركات التكنولوجية الصينية، وضمنها شركة هواوي، وأقر بأنها تشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي.
وفي فبراير الماضي، قال بايدن إنه يدعم حظر استعمال معدات هواوي في الولايات المتحدة، لكنه لم يوضح ما إذا كان سيستمر في نفس الضغوط التي كان يمارسها دونالد ترمب على الدول الأخرى لعدم إشراك هواوي في تثبيت شبكات الجيل الخامس من الاتصالات.
ووعد بايدن خلال حملته الانتخابية بتطوير قواعد خاصة بالملكية الفكرية في مجال التكنولوجيا، وقال إنه لن يتردد في فرض عقوبات على الشركات الصينية التي تسرق التكنولوجيا الأميركية.