خبير آثار: تطوير القاهرة التاريخية خطوة غير مسبوقة لمعالجة آثار الزمن
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن اختيار القاهرة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامى لعام 2022 جاء لقيمتها العالمية الاستثنائية كتراث عالمى مسجل باليونسكو منذ عام 1979 وللمجهودات غير المسبوقة خلال الثمانية سنوات الماضية لاقتحام المشاكل المزمنة من آثار الزمن والبشر على القاهرة التاريخية والتى تشمل الآثار الإسلامية والقبطية فى ثلاث نطاقات وهى منطقة القلعة وإبن طولون، الجمالية والمنطقة من باب الفتوح إلى جامع الحسين، منطقة الفسطاط والمقابر والمنطقة القبطية والمعبد اليهودى واعتمدت حدود واشتراطات منطقة القاهرة الإسلامية من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية طبقًا للقانون رقم 119 لسنة 2008 ولائحته التنفيذية 2011.
ويشير الدكتور ريحان إلى إنجازات الدولة فى تطوير القاهرة التاريخية المتجسّدة فى مشروع تطوير ورفع كفاءة إضاءة شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية، وذلك فى إطار خطة وزارة السياحة والآثار لتطوير ورفع كفاءة عددًا من المناطق الأثرية في مختلف أنحاء الجمهورية كما قامت الإدارة العامة للقاهرة التاريخية بوزارة السياحة والآثار بالتعاون مع منطقة آثار الإمام الشافعي، بإضاءة قباب مقابر الأسرة العلوية الأثرية الموجودة بالمنطقة، وذلك في إطار مشروع تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط والذي تقوم به وزارتي السياحة والآثار والإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة ومحافظة القاهرة وجاري إعداد عددًا من الدراسات تمهيدًا لطرح مشروع متكامل لترميم مقابر الاسرة العلوية، وتعرف هذه المقابر باسم حوش الباشا بمنطقة الامام الشافعي وقام ببناءها محمد علي كمدفن له ولعائلته في عام 1816م، ولكنه لم يدفن بها ودفن بمسجده بالقلعة.
ويتابع الدكتور ريحان بأنه لأول مرة وبخطوة جريئة من الدولة تم اختراق منطقة المدابغ وإعادة صياغتها لتكون منطقة تراثية ومنفذًا للنزهة لكل المصريين للسياحة الداخلية ومقصدًا للأجانب لزيارة موقعًا فريدًا يعد أجمل من “بارك جويل” ببارشلونة الحدائق المسجلة تراث عالمى وكان بمنطقة سور مجرى العيون مدابغ على مساحة 95 فدان مقسمة إلى ورش المدابغ والوحدات السكنية العشوائية وتم نقل ورش الجلود إلى منطقة الروبيكي ونقل الأهالي إلى وحدات سكنية بديلة وتم النقل بالتراضي وإزالة الورش والوحدات السكنية العشوائية حيث تم إزالة 1.5 مليون متر مكعب من المخلفات تمهيدًا لتطوير المنطقة.
وكذلك تطوير منطقة سور مجرى العيون الذى يقوم على إنشاء وحدات سكنية تراثية بـ 70 عمارة بـ 1600 وحدة وإنشاء مول تجاري ترفيهى على مساحة 51 الف متر، ومدة تنفيذ المشروع 18 شهرًا وتطوير بحيرة عين الصيرة بمساحة 23 فدان والموقع بأكمله مساحته 63 فدان وتقوم شركة متخصصة بإزالة المخلفات من بحيرة عين الصيرة ويتم إنشاء محطة معالجة لمياه بحيرة عين الصيرة ومع افتتاح المشروع ستعود المياه الكبريتية في بحيرة عين الصيرة كما كانت قديمًا
ويضم المشروع تطوير طريق الفسطاط أمام متحف الحضارات وفتح امتداد له ليصل إلى طريق الأوتوستراد، كما يتم تطوير طريق عين الحياة وربطه بطريق الخيالة والطريق الدائري علاوة على فتح طريق جديد داخل حديقة الفسطاط يصل بين صلاح سالم وطريق الفسطاط ، فضلًا عن إنشاء 6 كبارى فى منطقة الفسطاط لربط المنطقة بالطريق الدائري وطريقي صلاح سالم والاوتوستراد، والعاشر من رمضان.
والمشروع تصل مساحته الإجمالية لنحو 265 ألف متر2؛ أي63 فدانًا، ويضم مطاعم وكافيتريات، وقسم شرطة وشرطة السياحة والآثار ومسرحًا مفتوحًا والمتحف القومي للحضارة وأماكن انتظار سيارات إلى جانب إقامة عددًا من الفنادق.
ويرصد الدكتور عبد الرحيم ريحان معالم شارع المعز لدين الله الفاطمى بالقاهرة التاريخية الذى يعد الشارع الأثرى الوحيد فى العالم ويضم أقدم وأجمل آثار إسلامية على جانبيه والمسجلة تراث عالمى ثقافى باليونسكو عام 1979 ضمن القاهرة التاريخية ويبدأ من باب زويلة حتى باب الفتوح بطول 1200متر، وهو شارع يمثل قلب القاهرة التاريخية.
وقد قامت وزارة السياحة والآثار بتطوير الجزء الشمالى منه والذى يبدأ ببوابة الفتوح ليكون متحفًا مفتوحًا للعمارة والآثار الإسلامية، ويتبقى تطوير الجزء الجنوبى منه والذى يضم شارع الخيامية والمغربلين وباب النصر، كما يمتد شارع المعز لدين الله إلى شارع الجمالية من ناحية الشرق ويتقاطع عرضيًا مع شارع جوهر القائد وشارع الأزهر.
يضم الشارع من الشمال باب الفتوح، جامع الحاكم بأمر الله، ، مسجد وسبيل وكتاب سليمان أغا السلحدار، منزل وقف مصطفى جعفر السلحدار، الجامع الأقمر، سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا، قصر الأمير بشتاك، حمام السلطان إينال، المدرسة الكاملية، سبيل محمد على بالنحاسين، مسجد ومدرسة الظاهر برقوق، مجموعة السلطان قلاوون، مدرسة وقبة نجم الدين أيوب، سبيل وكتاب خسرو باشا، مسجد ومدرسة الأشرف برسباى، مجموعة السلطان الغورى، سبيل محمد على بالعقادين، جامع المؤيد شيخ، وكالة نفيسة البيضاء، سبيل نفيسة البيضاء، باب زويلة هذا علاوة على معالم الشارع مع الشوارع المتقاطعة ومن أمثلتها تقاطعه مع الجمالية حيث بيت السحيمى ووكالة بازرعة.
ويطالب الدكتور ريحان بإنشاء مراكز معلومات سياحية بالشارع على غرار مركز المعلومات المزمع إنشاؤه ضمن مشروع التجلى الأعظم بسانت كاترين بشكل جمالى يتوافق مع طبيعة الشارع وآثاره الهامه يتضمن مركزًا لبيع المنتجات التراثية والتحف من منتجات وزارة السياحة والآثار ولها شهرة عالمية وحقوق ملكية فكرية باعتبارها نماذج أثرية طبق الأصل لا تتوافر فى أى مكان آخر وكذلك مركزًا لبيع إصدارات الوزارة من كتيبات هامة تلقى الضوء على معالم المواقع الأثرية وأعمال الحفائر والترميم للآثار كما يضم موظفين لديهم خبرة ويجيدون عدة لغات لتوجيه السائح والزوار المصريين والوافدين من الدول العربية لأماكن الزيارة وتعريفهم بالخدمات المتوفرة بالمنطقة وغيرها.
كما يقترح إنشاء بوابة أمن مزودة بالأجهزة الحديثة للتفتيش على الشارع عند باب الفتوح وعند مدخل الجزء الذى تم تطويره المواجه لمدرسة السلطان الغورى ومنع دخول أى نوع من السيارات نهائيًا ويتم توفير عددًا من السيارات الكهربائية ” جولف كار” لعمل جولة سياحية للتعرف على معالم الشارع الأثرية وعمل خطة لتطوير الجزء الجنوبى للشارع وتطبيق ما يتم بالجزء الشمالى عليه قبل التطوير ليكون الشارع خالى تمامًا من أية إشغالات وتنشيط حركة ورش الحرفيين للحرف المشهورة بالشارع من نحاسين وخيامية ومغربلين وصنّاع العاديات والمنتجات التراثية المختلفة وتوفير الخامات اللازمة للصناعة وإعفاء الخامات المستوردة من الجمارك وتيسيير الحصول عليها أو توفيرها محليًا وإنشاء مدارس لتدريب أطقم جديدة وتأهيلهم للمحافظة على الحرف التراثية وحمايتها من الاندثار
وفتح المجال لطلاب الكليات العملية والفنية ككليات الهندسة والآثار والفنون الجميلة والتطبيقية وغيرها وقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة لعمل مراسم دائمة فى شارع المعز لعمل لوحات ومنحوتات ومساقط رأسية للآثار أمام السائح تضفى جمالًا ورونقًا على الشارع وتحقق مزيد من فرص العمل للطلبة والخريجين كما سيساهم فى الترويج السياحى للمنطقة وهذا مطبق فى المواقع الأثرية والسياحية بمدينة برشلونة بأسبانيا والمدن السياحية المختلفة.
كما يطالب الدكتور ريحان بعمل خطة تسويقية وتنشيط سياحى وتنمية وإعادة توظيف للمواقع المتربطة بأدب نجيب محفوظ بالشارع خاصة الجمالية حيث أن العديد من الزوار الأجانب يسألون عن المواقع المرتبطة بأدب أديب نوبل نجيب محفوظ بحيث يخصص مسار خاص للرحلة يشمل المواقع التى سجلها فى قصصه بالقاهرة التاريخية.