ضمن خطة لتنشيط «الكروز».. قناة السويس تمنح سفن السياحة تخفيضات %50
الموانئ المحلية خرجت من المنافسة منذ 2012
◗ الموجة الثانية من جائحة كورونا تسببت فى خسائر فادحة
تعتزم وزارة السياحة والآثار بالتنسيق مع هيئة قناة السويس ووزارة النقل تنفيذ خطة طموح لتنشيط سياحة الكروز وإدراج الموانئ المصرية على خارطة وبرامج شركات السياحة العالمية، وذلك بعد التراجع الذى تشهده الموانئ فى أعداد سفن السياحة العابرة للقناة وتوقفها عن دخول السوق المحلية.
وقالت الدكتورة غادة شلبى نائب وزير السياحة لـ«المال» إنها بحثت مع الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس سبل تحفيز سفن الركاب السياحية لمصر خاصة وأن الهيئة تمنح تخفيضات بنسب جيدة للسفن العابرة للقناة وتتوقف فى الموانئ المصرية، كما سيتم التنسيق مع وزارة النقل لتطوير الموانئ السياحية وتذليل العقبات التى تواجه سياحة الركاب.
وأشارت إلى أن السفن السياحية العابرة لقناة السويس غالبا لا تتوقف فى الموانئ المصرية لذا أصدرت الهيئة منشور تخفيضات للسفن فى رسوم العبور تصل إلى %50 بشرط توقفها فى ميناءين مصريين.
وأوضحت أن وزارة السياحة ستقوم بتسويق تلك التخفيضات التى تقدمها الهيئة لدى شركات الملاحة والسياحة العالمية بهدف وضع مصر على الخريطة السياحية، خاصة وأن تلك التخفيضات تخصم من تكلفة تشغيل الرحلة التى تنعكس بشكل إيجابى على سعر البرنامج، وتكلفته مما يؤدى لاستقطاب الشركات العالمية وإدراج الموانئ المصرية فى برامجها السياحية.
وأكد المهندس عصام ضبش رئيس تحركات السفن بهيئة قناة السويس، أن الهيئة قدمت حوافز لسفن الركاب (الكروز) التى تتوقف فى الموانئ المصرية 48 ساعة على الأقل، تصل إلى %50 بما يعادل 200 ألف دولار يتم خصمها من رسوم عبور السفينة.
وأضاف أنه برغم أن الحوافز المقدمة من الهيئة فإن شركات الملاحة العاملة فى نشاط سياحة الركاب لا تتوقف بالموانئ المصرية منذ مايقرب من 8 سنوات مما أدى إلى تراجع أعدادها.
ونفى اتجاه الهيئة لمنح المزيد من التخفيضات لسفن السياحة العابرة للقناة واصفا إياها بالتخفيضات الكافية.
كانت الهيئة أصدرت فى يناير 2002 منشور تخفيضات رقم 1-2002 “نص على منح سفن الركاب والسفن السياحية واليخوت التى تبلغ حمولتها الكلية لقناة السويس 300 طن فأكثر تخفيضا قدره 50% فى رحلتى الذهاب والعودة فى حالة زيارة الموانيء المصرية على البحرين الأبيض والأحمر شريطة ألا تقل مدة التوقف فى الموانئ المصرية عن 72 ساعة وإذا قلت عن ذلك بحد أدنى 18 ساعة يحتسب التخفيض %50 فى عدد الساعات فى الموانى المصرية. ويجب ألا تقل مدة التوقف فى موانيء البحر الأحمر عن نصف مدة التوقف فى الموانىء المصرية.
وأكد محمد الجعبرى مدير توكيل “إنشكيب للملاحة” أحد وكلاء سفن السياحة (برنسيس – كرنفال – هولاند أمريكا ) توقف حركة سفن السياحة منذ شهر فبراير2019 باستثناء بعض الرحلات فى موانئ البحر الأحمر.
وأوضح أن موانئ البحر الأحمر تقدم عدة تيسيرات للسائحين تتعلق بتوافر جهاز “بى سى أر” لإجراء المسحات للركاب أسوة بما يتم من إجراءات مع ركاب الطيران.
وأشار إلى أن شركته تلقت من بعض العملاء استفسارات عن خطة الموانئ المصرية لاستقبال سفن السياحة فى ظل تفشى جائحة كورونا، وبالتواصل مع الحجر الصحى والجهات المعنية لم نتلق ردودا واضحة أو الإعلان عن جاهزية الموانئ لاستقبالها.
ولفت إلى أن الموانئ التى تقع على المدخل الشمالى للقناة تضطر وكلائها لتوقيف السفينة فى الغاطس لسحب العينات وهو أمر يصعب مع ركاب السياحة الذى يقدر أعداداهم بالمئات.
وأشار إلى أن الموجة الثانية من جائحة كورونا تضع قيودا جديدة على سياحة الركاب خاصة وأن دولا كثيرة فى تتجه إلى الإغلاق.
وأضاف أن تخفيضات سفن السياحة التى أصدرتها هيئة قناة السويس كافية وليس هناك آلية أخرى لمنح مزيد من التخفيضات نظرا لأن رحلات سفن الركاب ليست طويلة.
وأشار إلى أن هيئات الموانئ أيضا تمنح سفن السياحة تخفيضات فى رسوم الإرشاد والرسو وفاتورة الميناء.
وطالب “الجعبري” باستغلال فترة توقف سفن السياحة بسبب جائحة كورونا فى تطوير الموانئ السياحية ورفع كفاءتها مثل ميناء بورسعيد الذى يتطلب صالة تفتيش إضافية لتيسير الإجراءات المتعلقة بتسفير الركاب على الرصيف الثالث، وزيادة عدد شمعات الرباط التى تربط المركب على الرصيف خاصة التى يزيد طولها عن 50 مترا وتوسعة وتطوير شرم الشيخ وميناء الغردقة أسوة بميناء سفاجا.
ويرى عاطف الطناوى رئيس مجلس إدارة شركة كريستال للملاحة (وكيل خط سياحى يابانى ) أن عودة سياحة الركاب للموانئ المصرية مرهونة بعودة الحياة لطبيعتها وانتهاء جائحة كوفيد -19 لافتا إلى أن الجائحة تسببت فى إلغاء الموسم السياحى الحالى، والذى يبدأ فى فبراير ويستمر حتى نوفمبر.
وقال إن الإجراءات الاحترازية المتبعة فى الموانئ حاليا نالت إشادة السائحين اليابانيين وجعلت مصر مركزا لتغيير البحارة العاملين على السفن، نظرا لإغلاق العديد من الدول لموانئها.
وأضاف أن سفن الركاب لم تدخل الموانئ المصرية منذ سبتمبر 2019 بسبب كورونا ومن المتوقع استمرار التراجع لحين انتهاء الجائحة.
وأكد أن هيئات الموانئ تمنح تخفيضا قدره -50 %75 للسفن السياحية من فاتورة الميناء (بورت ديوز) عند دخول ميناء واحد فقط فى بورسعيد والسويس والبحرالأحمر بشرط إجراء عمليات نزول وصعود ركاب.
ولفت إلى أن رسوم الركاب فى الموانئ جيدة وجاذبة والخدمة التى يتلقاها السائح جيدة سواء البنية التحتية أوالطرق.
وطالب هيئة قناة السويس بمنح التخفيض فى رسوم العبور للسفينة السياحية التى تدخل ميناء واحدا وتحديدها بنسبة ثابتة دون إلزامها بالتوقف فى ميناءين ودون ساعات محددة، كما هو منصوص عليه فى المنشور كشرط لحصولها على التخفيض حيث إن السفينة ترتبط بتنفيذ جدول سياحى محدد.
وقال وسيم شاكر مدير توكيل “بارويل إيجيترانس” للملاحة إن الموانئ المصرية خرجت منذ 2012 من خريطة السياحة العالمية بعد قرار ملاك البواخر السياحية إلغاء دخول الموانئ المصرية نظراً للقلاقل الأمنية التى شهدتها البلاد فى هذه الفترة.
وطالب بتقديم حزمة من التيسيرات تضمن تسهيل إجراءات خروج السائح من المطارات والموانئ متسائلا “ لماذا مثلاً أختم جواز السائح فى كل ميناء يذهب إليه رغم أنها كلها موانئ مصرية؟ّ إلى جانب مراجعة التعريفات ضماناً لعدم الازدواجية فى التحصيل وتطوير الموانئ المصرية فى ضوء تحديات المنافسة وتفعيل منظومة التعامل الإلكترونى فى الموانئ.