خبراء يفندون إشاعات بشأن أعراض اللقاح الصيني ضد “كورونا”
في الوقت الذي ما زال فيه عدد من المغاربة متخوفين من اللقاح ضد فيروس كورونا، مع اقتراب انطلاق حملة التطعيم التي ستستهدف في المرحلة الأولى عشرة ملايين شخص، أكد البروفيسور عبد المجيد الشرايبي، عميد كلية الطب والصيدلة بأكادير، أن ما يتم ترويجه غير مسنود علميا، ولا يعدو كونه مجرد إشاعات.
وقال الشرايبي في مداخلة ضمن ندوة نظمتها جمعية مهندسي المدرسة العليا لصناعات النسيج والألبسة، حول “حملة التلقيح ضد كوفيد-19: التحديات الصحية واللوجستية”، إن الأعراض الجانبية للقاحات معروفة، وأعراض اللقاح المرتقب لفيروس كورونا لن تتعدى احمرارا خفيفا وارتفاعا طفيفا لدرجة حرارة الجسم، “وهذا يعني أن اللقاح فعال”، على حد تعبيره.
وأردف الشرايبي أن لقاح “البنيسيلين”، وهو من أعظم الاكتشافات الطبية التي عرفها تاريخ البشرية، “كانت له أعراض جانبية تسببت في وفاة بعض الأشخاص بنسبة قليلة جدا جدا، لكنه في المقابل أنقذ حياة الملايين من الناس”، ذاهبا إلى القول إن اللقاح ضد فيروس كورونا الذي سيُطعم به المغاربة “فعال ولا خطر فيه”.
ونبّه عميد كلية الطب بأكادير إلى أن عدم التلقيح ضد فيروس كورونا ستكون له عواقب أوخم، خاصة على الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري الذي يصيب عشرة في المئة من المغاربة، أي ما يزيد على مليوني شخص، علما أن خمسين في المئة من المصابين يجهلون إصابتهم به، ما يعني أنهم معرضون للخطر أكثر دون أن يدركوا ذلك.
وفي الوقت الذي يُنتظر أن يشرع المغرب في بدء المرحلة الأولى من حملة التلقيح ضد فيروس كورونا خلال شهر دجنبر المقبل، التي ستستهدف العاملين في الصفوف الأمامية، من الأطر الصحية وأعوان الأمن وأطر التربية الوطنية، أكد الشرايبي ضرورة الاستمرار في احترام الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس، قائلا: “نحن في بداية الانتصار على الخصم، ويجب الوصول إلى تلقيح 70 في المئة من المواطنين لكسب المناعة الجماعية، وهذا يتطلب وقتا”.
من جهة ثانية، دعا الشرايبي المواطنين إلى عدم تصديق ما يتم ترويجه من إشاعات حول اللقاح الذي يعتزم المغرب تطعيم المغاربة به، كما دعا وسائل الإعلام إلى استقاء المعلومات من المصادر الطبية الموثوقة، معتبرا أن هناك “مشوشين يروّجون مثل هذه الأخبار الزائفة، من أجل التلاعب بمشاعر الناس”.
ليلى السنتيسي، المديرة التنفيذية للجمعية المغربية للصناعة الصيدلية، ردت من جهتها على المشككين في فعالية اللقاح الصيني الذي سيعتمده المغرب، بالكشف أن 80 في المئة من المواد الأولية المستعملة في الصناعة الدوائية في العالم تُستورد من الصين والهند.
ودعت السنتيسي إلى عدم التشكيك في اللقاح الصيني، قائلة: “لا ينبغي أن يكون هناك أي تخوف. بْعينينا مغمّضين يمكن نستعملو هاد اللقاح، لأن الصين غزت العالم بكفاءة”، مشيرة إلى أن هناك ضغطا كبيرا على شركات الأدوية، ولا يمكن أن توفر كل الطلبيات، لذلك ارتأى المغرب أن يكون سباقا لاقتناء اللقاح الصيني من أجل تمكين المغاربة من التلقيح في وقت مبكر.