الجويلي: عدم جدية الدولة لسنوات وضعها في مأزق أمام التنسيقيات
اعتبر الباحث في علم الإجتماع محمّد الجويلي في تصريح لموزاييك الثلاثاء 1 ديسمبر2020 أن ما يميز التنسيقيات المحتجة حاليا في عدد من جهات البلاد أنها متكونة من شباب كانوا في فترة الثورة لايتجاوزون 15 عاما وليس لديهم أيّ إدراك بما حصل في 2011 إضافة إلى أنهم شباب لايحملون مرجعيات الحركة الطلابية أو الأحزاب السياسية أو الأفكار والايدولوجيا أو مكونات المجتمع المدني الكلاسيكي لكنّهم اليوم في سنّ اليوم يسمح لهم بإدراك الأمور.
بروز ظاهرة الكامور كأنها فعل ايجابي جعلها تتكرر في الجهات المحرومة
وأضاف الجويلي أن عدم انتماء هؤلاء إلى مرجعيات كلاسيكية جعلهم يتجهون في سلوكهم إلى الأقصى من ذلك إغلاق ‘الفانة’ وغيرها لأجل وضع الحكومة والدولة أمام الأمر الواقع وفي مأزق.
وأشار إلى أنّ بعض التنسيقيات التي تنظم احتجاجات كلاسيكية وقتية تعتمد الاعتصام والإضراب وقطع الطرق أحيانا في ظل ما يعرف بالانتقال الديمقراطي “قابله للأسف عدم وجود جدية واضحة من الدولة وعجزا على الإيفاء بتعهداتها”.
وبين أن بروز ظاهرة الكامور كأنها فعل ايجابي وذو جدوى جعلها تتكرر في عدة جهات محرومة من التنمية في شكل لم يفاجئ الجميع، معتبرا أن خوف البعض من تفكك وانهيار الدولة جراء تكاثر وتعدد التنسيقيات المحركة للاحتجاجات بالآليات نفسها مع تسارع إغلاق مراكز الإنتاج يعتبره خوف مبالغ فيه .
الخوف من تفكيك التنسيقيات الدول والمجتمع مبالغ فيه
وأشار الباحث في علم الإجتماع محمّد الجويلي إلى أنه من الممكن أن تحدث هذه التنسيقيات قلقا أو مأزقا بالطرق التي تعتمدها والتي قد تصل ربما إلى حد المواجهات لكن تبقى الدول والمجتمع قادران دوما على إفراز إجابات تخرجهما من المأزق وتدفع نحو الأمام لأنه للدولة والمجتمع من القوة والتوازن مايجعلهما يواجهان (ضربات ) من هذا النوع حسب وصفه .
واعتبر محمد الجويلي أنه من الممكن أن تدفع هذه التنسيقيات الدولة إلى التعامل بجدية أكثر مع مطالبهم وإعادة التفكير بالعلاقة الشائكة بين اللامركزي والجهوي ودفع الأحزاب إلى الإهتمام أكثر بالجهات وتقديم حلول ومقترحات، مضيفا أنه ذلك في حال تعاملت الدولة بأكثر جدية وغيرت مقاربتها للأشياء بالشراكة مع البعد الجهوي وبأكثر وضوح فان التنسيقيات قد تتفاعل ايجابيا مع الوضع الجديد وترد ايجابيا على الدولة.
ويختم بالقول انه على الدولة تقديم مقترحات متماشية مع المطالب والوضع الموجود بخطاب جدي يدفع بالتنسيقيات إلى إظهار الزوايا الايجابية منها .