من داخل قاعدة الأسد.. كيف أُحبط سيناريو الحرب بين أمريكا وإيران
كشفت شبكة «سي بي أس نيوز» الإخبارية الأمريكية، كيف إحبط سيناريو الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، بعد توجيه الصواريخ الباليستية الإيرانية لقاعدة « عين الأسد» الأمريكية الجوية في محافظة الأنبار بالعراق، مساء الثلاثاء 8 يناير/ كانون الثاني 2020 ، وسميت باسم «عملية الشهيد سليماني».
وبينما قال البيت الأبيض في البداية إنه لم يصب أو يُقتل أي من أفراد القوات الأمريكية في الهجوم ، اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية باصابة 109 جنديا أمريكيا بارتجاج في الدماغ جراء الضربات الإيرانية.
وأوضحت شبكة « «سي بي أس نيوز»، عبر برنامج «60 دقيقة»، أن كل من في القاعدة، كان يتحسب لقرب وقوع عدوان إيراني انتقاما لمقتل سليماني، وكان ضابط مخابرات أخبرهم أن لديهم معلومات بأن إيران تعد 27 صاروخا باليستيا متوسط المدى وأن هدفهم هو تسوية قاعدة عين الأسد الجوية المترامية الأطراف على بعد حوالي 120 ميلاً غرب بغداد.
وسارعت اللفتنانت كولونيل في سلاح الجو، ستاتشي كولمان، ورفاقها بإخلاء أكثر من 50 طائرة و 1000 جندي قبل سقوط الصواريخ. لكن القاعدة كانت لا تزال بحاجة إلى أن تكون مأهولة، لذلك كان القرار الأول هو تقسيم الفرق على أساس القدرة القتالية.
وأرسل اللفتنانت كولونيل، تيم غارلاند، الذي كان يقود كتيبة من الجيش في قاعدة عين الأسد، معظم جنوده إلى الصحراء، ليشاهدوا الهجوم، إذا حدث، من مسافة آمنة..ويقول: «كان هناك الكثير من الأشخاص الذين لم يرغبوا في المغادرة. كانوا يريدون تحمل العبء، والمشاركة في الخطر».
ومن مقره في ولاية فلوريدا، حاول قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكينزي، توقيت الإخلاء بشكل صحيح..وموضحا «إذا ذهبت مبكرا، فإنك تخاطر بمشكلة أن العدو سيرى ما قمت به ويعدل خططه».
راقب الإيرانيون قاعدة عين الأسد من خلال شراء صور مثل تلك التي التقطتها الأقمار الصناعية التجارية..وانتظر الجنرال ماكنزي حتى بعد أن قامت إيران بتنزيل صورتها الأخيرة لهذا اليوم، حيث رأوا طائرات على الأرض وأشخاصا يعملون، ولم يروا عمليات الإخلاء.
وقال ماكنزي: بعد ساعات قليلة ، انهمرت صواريخ باليستية إيرانية، بالفعل على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق حيث كان يتمركز ألفا جندي أمريكي.
وبينما كانت الصواريخ الباليستية ـ التي كانت تحمل رؤوسا حربية ويزن كل واحد منها ألف باوند ـ تنهمر على القاعدةن لم يكن بإمكان الأمريكيين الذين وقعوا في مرمى النيران أن يفعلوا شيئا سوى الركض أو البحث عن غطاء للحماية.
وكانت الساعة تشير إلى الواحدة و34 دقيقة صباحا، عندما سقط أول صاروخ.
ومع قدوم صاروخ ثان بدأ الجنود يجرون من جديد بحثا عن مخبأ، وكان صوت الصاروخ «مثل قطار شحن يمر إلى جانبك»
من جانبه، كان قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكينزي، يتابع الهجوم من غرفة صغيرة في مقره في فلوريدا، حيث يمكنه التواصل مباشرة مع الشخصين الوحيدين الذين هم أعلى منه في سلسلة القيادة، «أحضروا وزير الدفاع، وبعد ذلك بقليل أحضروا الرئيس إلى هذه المحادثة»
استمرت الصواريخ لـ 80 دقيقة، لم يقتل فيها أحد..وعندما أشرقت الشمس، قام الناجون بمسح الأضرار..وشخص الأطباء العسكريون أكثر من 100 إصابة في الدماغ.
وقال أحد الجنود: «بدا الأمر وكأنه مشهد من فيلم، حيث يتم تدمير كل شيء من حولك، ولكن لم يقتل أحد».
ويصف الجنرال ماكينزي الليلة بأنه «كان هجوما بالتأكيد لا يشبه أي شيء رأيته أو خبرته من قبل، واعتقدت أن تكلفة ذلك ستكون مرتفعة للغاية».. ويشير ماكينزي إلى أن هذا الهجوم جعلهم يعلمون أن صواريخ إيران دقيقة إلى حد كبير، خاصة وأنهم أطلقوها على مدى كبير.
وفي حالة عدم إخلاء القاعدة من الطائرات وكثير من الجنود الأمريكيين، قبل الهجوم الإيراني..قال ماكينزي «أعتقد أننا ربما كنا فقدنا 20 أو 30 طائرة وربما فقدنا ما بين 100 إلى 150 فردا أميركيا».
وأضاف قائد القيادة المركزية الأمريكية، «إن عدم مقتل أي أمريكي أدى إلى تفادي نشوب حرب مع إيران».
كانت إيران في حالة تأهب لضربة أمريكية محتملة، وبعد ساعات أسقطت بالخطأ طائرة ركاب أوكرانية، معتقدة أنها قاذفة أمريكية، ومات 176 شخصًا بريئا تماما، ما جعلها تدفع حتى الآن ثمن هذا الخطأ الكبير.