“النووي الإيراني” خارج دائرة الخلافات بين أمريكا وإسرائيل
اتفقت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على تحييد خلافاتهما بشأن الاتفاق النووي الإيراني عن الملفات الأخرى المتعلقة بإيران.
وقال موقع “أكسيوس” الأمريكي في تقرير نشره، الأربعاء 28 من نيسان، إن واشنطن وتل أبيب تسعيان إلى نأي خلافهما بخصوص الاتفاق النووي المبرم عام 2015 عن بقية الملفات، ومنها التعاون في قضايا أخرى تتعلق بإيران.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي، تحفظ على ذكر اسمه، قوله، “قبل ست سنوات، كان يتم تسييس كل شيء، لكن ليس هذا هو الحال اليوم. الولايات المتحدة تحترم موقفنا بغض النظر عن الاتفاق”.
وأضاف، “أي من الجانبين لا يريد الانخراط في معركة علنية بخصوص إيران كل أسبوع، والذي من شأنه أن يمنعنا من إحراز تقدم في ملفات أخرى”.
وكان المسؤول الإسرائيلي ضمن الوفد الذي أجرى محادثات، الثلاثاء، مع مسؤولين أمريكيين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، وترأسه مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات.
ولفت المسؤول إلى أن الفريق الإسرائيلي كان قلقًا بشأن كيفية سير المحادثات مع الجانب الأمريكي، لكنه وعقب انتهائها عبّر عن رضاه البالغ عن الطريقة التي سارت بها الأمور.
وأشار الفريق الإسرائيلي خلال المحادثات إلى أن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الإيراني، ستقلل من فرص وجود اتفاق أقوى وأطول أمدًا.
لكنهم رحبوا في الوقت نفسه بالمساهمة في صفقة أخرى محتملة تتبع المفاوضات حول الاتفاق النووي.
وكان الطرفان اتفقا خلال اجتماعهما، الثلاثاء، على إنشاء مجموعة عمل مشتركة للتركيز على التهديدات التي تشكّلها الصواريخ الإيرانية التي تزود بها حلفاءها في الشرق الأوسط.
وقال البيت الأبيض في بيان له، إن الجانبين اتفقا على تشكيل مجموعة عمل تركز على الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة التوجيه، التي تصنعها إيران وتزوّد بها جماعات موالية لها في منطقة الشرق الأوسط، مع تزايد التهديدات في الآونة الأخيرة.
وأضاف البيان أن الطرفين التقيا “لمواصلة المشاورات الثنائية الوثيقة بين الحكومتين حول مجموعة من القضايا الإقليمية”.
الاجتماع تطرق أيضًا إلى البرنامج النووي الإيراني، وجاء فيه أن “الولايات المتحدة شددت على اهتمامها القوي بالتشاور الوثيق مع إسرائيل حول قضية البرنامج النووي الإيراني في المرحلة المقبلة”.
وأطلعت الولايات المتحدة إسرائيل على مستجدات المحادثات الجارية في فيينا، لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، “وشددت على اهتمامها القوي بالتشاور عن كثب مع إسرائيل بشأن القضية النووية في المستقبل”.
وكانت إسرائيل أعلنت عن معارضتها لعودة الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بإرسال وفد إسرائيلي إلى واشنطن.
وأصدر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في 23 من نيسان الحالي، تعليمات للوفد المشارك، بإبداء اعتراضهم على عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي الإيراني، وليس لإجراء محادثات في القضايا الأخرى، بحسب صحيفة “The Time of Israel” الإسرائيلية.
وأكد نتنياهو في لقائه مع الوفد أن إسرائيل ليست طرفًا في الاتفاق النووي مع إيران، وغير ملتزمة به، وأن عودة أمريكا للاتفاق تشكل خطورة على إسرائيل والإسرائيليين.
ويعد نتنياهو من أشد المنتقدين للاتفاق النووي، بحجة أنه لم يضع ضمانات كافية لمنع إيران من السعي للحصول على أسلحة نووية، وكان قد رحب بقرار ترامب الانسحاب من الاتفاق.