أمين عام «حماة الوطن»:الحياة الحزبية شهدت تحولاً جذريًا منذ 2011.. والرئيس السيسي هدفه «المواطن»
كانت مصر على موعد مع تجمع حاشد، ضمن إطلاق فعاليات المؤتمر الأول للمشروع القومي «حياة كريمة»، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكبار رجال الدولة، وممثلين عن مختلف أطياف الشعب المصري.. المشهد كان احتفالًا واحتفاءً بإنجازات الدولة المصرية لاسيما ذاك المشروع الأكبر والأضخم، الذي لا يسعى لتغيير حياة عشرات الملايين من المصريين وفي القلب منهم أهالي قرى مصر، وحسب، وإنما تغيير جذري لوجه مصر، ضمن توجهات القيادة السياسية لإعلان الجمهورية الجديدة.
وباتت عملية التنمية، شمولية بمعناها المكتمل، فليست قاصرة على عمل الدولة بمؤسساتها المختلفة، وإنما للأحزاب السياسية والمجتمع المدني دور كبير في الدفع قدمًا لتحريك عجلة التنمية وتقديم خدمات ذات جودة فائقة لعموم المصريين، فالوضع أضحى تشاركيًا وليس منفردًا، وهو ما يضع أمام الأحزاب السياسية تحديًا كبيرًا لوضع ثقة القيادة السياسية والمصريين فيهم لعودة الثقة في دورها بعدما عانت كثيرًا من أزمة ثقة لفترات طويلة، نتيجة ابتعادها عن الشارع وهمومه ومعاناته وقضاياه اليومية.
حزب حماة الوطن، يدرك تلك الإستراتيجية، ومُذ كان في مهده كان يسعى قدر إمكاناته للتقرب من المواطنين والعمل على خدمتهم، لكنه أدرك مؤخرًا أن ذلك لم يكن كافيًا، لذا بدأ في عملية إعادة هيكلة داخلية، تتناسب وضرورة المرحلة والجمهورية الجديدة وكثافة تحدياتها ومتطلباتها العملية الكبيرة، ودفع بعدد من القيادات الشبابية التي أضحت تسابق الزمن في السبيل للوصول إلى أبعد نقطة في مصر لخدمة المصريين، رافعين راية العمل الجماعي وأن ذلك العمل تطوعي لخدمة الوطن والمواطن.
حول اتجاهات حزب حماة الوطن في الفترة المقبلة، وآلياته للوصول إلى كل المصريين، وحتمية التواجد في كل نقطة في مصر عبر القواعد الحزبية المختلفة، ومعايير اختيار القيادات الجديدة في الأمانات الفرعية، واللجان النوعية، كان لـ”بوابة الأهرام” هذا الحوار، مع رجل يتسم بالحكمة والهدوء ورجاحة العقل وغزارة الفكر اللواء طارق نصير، الأمين العام لحزب حماة الوطن، ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ.
وإلى نص الحوار..
في البداية.. سيادة اللواء ونحن كنا على موعد منذ أيام قليلة مع الذكرى الثامنة لـ30 يونيو.. وحزب حماة الوطن خرج من رحم هذه الثورة المجيدة.. هل ترى أن الحزب حقق الأهداف المرجوة منه خلال السنوات الماضية؟
الحياة الحزبية والسياسية في مصر حدث بها تحول كبير جدًا، فمنذ ثورة 2011 والشعب المصري تعلم السياسة وعرف ماذا تعني الأحزاب السياسية وذلك نتيجة للثورة وتغيير النظام، فالكل سعى وقتها لتوجهات معينة حسب رغبته التي تعود عليه، ونتيجة لذلك وصل عدد الأحزاب في مصر لما يزيد على 100 حزب سياسي مع مطلع ثورة 30 يونيو، هذه الثورة العظيمة التي أنقذت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
والقيادة السياسية لديها رغبة في أن مصر تكون دولة لها البُعد والفكر السياسي مثل الدول المتقدمة، وبالتالي بدأ التساؤل حول كيفية تحقيق ذلك مع تفرق الشعب أمام موجة الـ100 حزب سياسي ويزيد، وبالتالي كيف يجتمع الشعب يجتمع على رأي أو وجهة نظر معينة في ظل أن الشعب مفتتًا مع هذا الكم الهائل من الأحزاب.
والطبيعي أن الدول المتقدمة أن يكون بها عدد كبير من الأحزاب، لكن من بين تلك الأحزاب يوجد حزبين أو ثلاثة، تأتلف حولها الأحزاب لتوحيد الاتجاهات لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن ومع مطلع 2014 وعقب ثورة 30 يونيو بدأ التفكير لدى القيادة السياسية في كيفية أن يكون هناك حزب أو اثنان وتدشين أحزاب جديدة وكان من بينها حزب حماة الوطن.
حزب حماة الوطن حزب مدني أنشاه رجال مخلصين لوطنهم ويضم نخبة على مستوى راقٍ من الفكر، وبدأت تشكيل الحزب وبدأ انتشاره.
منذ 2014 مع بداية مطلع الحزب وحتى وقتنا هذا، الحزب ارتأى أنه لم يحقق هدفه المرجو منه، فأنا وفريق العمل الذين انضموا حديثًا للحزب خلال الأشهر السابقة التي لا تتجاوز 4 أشهر بدأنا في دراسة ماهو سابق وماهو حالي ومستقبلي أيضًا وكانت الأولوية القصوى لدينا هو السؤال “كنا فين وعايزين نبقى إيه؟” وهذا الأمر في غاية الأهمية، وبالتالي لابد أن نلتفت للخلف وندرس مشاكلنا وما نستطيع تقديمه حاليا والمخطط المستهدف خلال الفترة القادمة.
وبماذا خرجتم من هذه الدراسة التي عكفتم عليها كقيادات جديدة؟
وجدنا أن سر نجاح الحزب سياسيا يكون في درجة وجوده على الأرض من خلال الـ27 محافظة الموجود بها الأمانات المركزية ويتعدد منها الوحدات الحزبية، وبالمناسبة نحن أول حزب أنشأ الأمانة رقم 28 في العاصمة الإدارية الجديدة وكنا أصحاب السبق في هذا وبالتالي أضحى لدينا 28 أمانة على مستوى الجمهورية.
وبالتالي بدأتم في إستراتيجية التغيير وإحداث هيكلة لمواكبة متطلبات المرحلة وتحقيق أهداف الحزب في الوصول إلى كل المصريين.. أليس كذلك؟
بالتأكيد، بدأنا في عملية تغيير هيكلية في عدد من الأمانات، وبالنسبة لأمانات المحافظات بدأنا في إحداث حالة تغيير من خلال استقدام قيادات جديدة لتلك الأمانات ووصلنا للنصف تقريبا وكلها قيادات عاملة وتجتهد في تقديم الأفضل دائمًا حبًا وتطوعا للدولة المصرية والوطن والمواطن.
وتم توجيه أمانات المحافظات بفتح أمانات في المراكز في غضون فترة زمنية محددة لفتح المقرات بتلك المراكز، وهو المخطط القريب، ومن ثم المراكز ستنشئ وحدات حزبية على مستوى القرى بحيث يحدث انتشار على مستوى الجمهورية لتوفير خدمات لجميع المواطنين.
ونود الإشارة إلى أن الأساس لدينا هو خدمة المواطن وتقديم خدمات في جميع المجالات بدون أي مقابل وهذه الخدمات لابد أن يشعر بها المواطن وكله بما يعود على الدولة المصرية.
بالإشارة إلى خدمة المواطن.. الرئيس السيسي أعطى درسًا في الإنسانية والإدارة والتنمية كذلك من خلال المشروع القومي لتطوير القرى المصرية “حياة كريمة”
الرئيس السيسي هدفه في المقام الأول هو المواطن، والعمل على تهيئة كل الأجواء لخدمته، ولذلك يسير في أكثر من اتجاه في وقت واحد ويسابق الزمن من أجل توفير حياة كريمة لكل المصريين، ولذلك المشروع القومي حياة كريمة لا يمكن الحديث عنه على أنه مشروع عادي، هذا مشروع وطن يحيا من جديد، وسيغير حياة المصريين تمامًا على كافة الأصعدة.
وبالتالي حزب حماة الوطن يستهدف أيضًا مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي من خلال التعاون مع كافة جهات الدولة المسئولة عن إدارة هذا الملف في القرى والمحافظات والمراكز بحيث نصل إلى القرى الأكثر فقرًا واحتياجا لتقديم الخدمات.
ولدينا خدمات في جميع الجهات مثل الخدمات الصحية والاجتماعية والخاصة بالرعاية، ونطرق كافة المجالات لتأمين الخدمة للمواطن.
لكن هذا الأمر يتطلب منكم التعامل مع جميع مؤسسات الدولة وعقد بروتوكولات تعاون.. هل بدأ حزب حماة الوطن السير في هذا الاتجاه؟
هناك تعاون كبير بيننا وبين دواوين المحافظات وهناك تقارب في وجهات النظر وبدأنا في عقد ما يشبه البروتوكولات الضمنية، بأن لدينا القدرة على أن نساعد المحافظات وتقديم الخدمة للمواطنين عن طريق المحافظة، الأمر الثاني هو عقد بروتوكولات مع العديد من الوزارات، وفي جميع الأحوال كل أطر التعاون تلك تستهدف خدمة المواطن المصري وبالتالي نطرق كل ما هو جديد من موضوعات تهم الشارع المصري وليست موضوعات معتادة.
وأساس عملنا في الحزب شيئين اثنين، ويؤكد عليهم الرئيس عبدالفتاح السيسي ويرعاهم منذ توليه المسئولية أولا وهي تمكين الشباب وتمكين المرأة، فهذين الملفين هما عماد عمل حزب حماة الوطن والأساس الذي تقوم عليه الدولة المصرية والجمهورية الجديدة التي نبتغي الوصول إليها الفترة المقبلة.
شهدنا الأشهر القليلة الماضية تعاونًا بين حزب حماة الوطن وحزب مستقبل وطن.. من سعى لهذا التعاون وهل تلك الخطوة مؤشر على مزيد من التعاون مع أحزاب أخرى الفترة المقبلة؟
الفترة الماضية حزب حماة الوطن ظهر كحزب فاعل في المشهد السياسي ونحن نسابق الزمن، والقطار انطلق وهناك عمل كبير وعلى مستوى عال، ولكن هذا لا يمنع التعاون مع أي حزب لديه رغبة في التعاون معنا نحن نرحب به سواء إذا كان يتقدم علينا أو متأخر عنا، والحزب في أحد أهدافه وما تتضمنه لائحته هي استيعاب أي أحزاب أخرى في أي مشاركات أو مبادرات أو بروتوكولات وفي نفس الوقت الحزب من الممكن أن يستوعب حزب آخر ينضم عليه أو ينخرط به.
وبالنسبة لموضوع الغارمات والتعاون مع حزب مستقبل وطن، علينا أن نقر ونثني على صاحب أول مبادرة في هذا الشأن وكان أول من طرق هذا الباب الإنساني وهو الرئيس السيسي، وحينما بدأنا في موضوع الغارمات استهدفنا الفئة الأكثر احتياجا في الغارمات وهي فكرة بدأتها قبيل عامين حتى قبل أن أكون أمينا عاما لحزب حماة الوطن، كنت أنا وعدد من الأصدقاء ورجال الأعمال، ولم نكن وقتها نرتبط بأي مؤسسة، وبدأنا في حصر عدد الغارمات بالتعاون مع وزارة الداخلية.
ولما توليت المسئولية في الحزب طرحت هذه الفكرة ولاقت قبولا واسعا وكانت هناك رغبة من قبل حزب مستقبل وطن في المشاركة معنا في هذه المبادرة ونحن رحبنا بذلك وذلك لكبر حجم المبادرة، وقمنا بعمل حفل كبير في أثناء الإفراج عن الغارمات، ونسعى مثلما يوجه الرئيس السيسي ويرغب بأن نصل إلى وطن بدون غارمات ونرغب في تحقيقها خلال الفترة المقبلة.
كما أننا تعاوننا مرة أخرى مع حزبي مستقبل وطن والشعب الجمهوري وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في دعم الشعب الفلسطيني وتجهيز قافلة ضخمة تضم مواد غذائية وعلاجية وبعض مستلزمات التي يحتاجها الأشقاء تم تسليمهم على معبر رفح وتولى أمر هذه القافلة أعضاء الهيئات البرلمانية لهذه الأحزاب، والفترة القادمة ستشهد عمل كبير وهو بمثابة عمل دولة بشكل حقيقي.
ماذا عن مشروع المرأة المعيلة؟
كان الحدث الأهم لدينا ليس فقط في الإفراج عن الغارمات بقدر ما تبعه من مبادرة مضمونها عظيم، لأننا فكرنا في ألا تمر تلك السيدة المفرج عنها أو تعاني مما عانته في السابق، ففكرنا في مشروع المرأة المعيلة وهو يستهدف توفير عمل داخل المنزل بهدف توفير دخل ملائم لها ولأسرتها ولا تدخل في دائرة الاحتياج أو العوز مرة أخرى، وبدأنا في تطبيق ذلك فعليا والفترة القادمة ستشهد تفعيلا كبيرا للمبادرة وتغطية أكبر على نطاق المحافظات وسنتعاون مع أحزاب أخرى لتنفيذ هذا العمل.
ما هي أجندة حزب حماة الوطن في الاستعداد لانتخابات المحليات المقبلة؟
بدأنا لهذا الأمر منذ شهر رمضان الماضي، في الاستعداد لانتخابات المحليات من خلال تنظيم دورات للشباب بهدف تأهيلهم وتدريبهم، وهي دورات تثقيفية للشباب سواء امرأة أورجل في ضوء سياسة التمكين التي تستهدفها الدولة المصرية من أجل تأهيلهم لانتخابات المجالس المحلية، وهي بمثابة المسئولية المتوسطة حتى مطلع ٢٠٢٥ لتأهيلهم للانتخابات النيابية سواء مجلس النواب أو الشيوخ.
بدأنا في تلك الدورات المتخصصة الخاصة بالمجالس المحلية في إحدى المحافظات وكانت هناك فكرة لدي بضرورة تعميم التجربة على مستوى كافة المحافظات عبر تطبيق زوم، وهو ما حدث، وسنقوم بتكرارها لأن فترة الإعداد والتأهيل ستظل مستمرة حتى يحين موعد الانتخابات وحتى يكون للشباب الثقل الكافي في تولي المسئولية.
هل يستهدف حزب حماة الوطن تغطية كافة المقاعد على مستوى الجمهورية في انتخابات المجالس المحلية؟
لدينا استعداد كاف لذلك من خلال القاعدة العريضة التي تغطي أنحاء الجمهورية لكننا في انتظار القانون وقراءة ملامحه وترتيب المقاعد وغيرها من الأمور التي تحدد ملامح العملية الانتخابية برمتها لأنها مازالت غير مرئية ونحن على أتم الجاهزة الكافية للمشاركة في ذلك الاستحقاق الانتخابي بأي عدد ولا توجد لدينا مشكلة في ذلك.
وأعتقد أن هذا الحدث مهم في تغيير منظومة الإدارة المحلية وتغيير شكل الهيكل الاداري للدولة المصرية بالتزامن مع النقلة النوعية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
لكن نحن هنا نتحدث عن آلاف المقاعد.. ومن ثم فإنكم تواجهون الكثير من التحديات ويُنتظر منكم المزيد من الجهد أليس كذلك؟
بالتأكيد ولكن لدينا أناس مخلصون في الحزب والجميع يبذل قصارى جهده لتحقيق الأفضل، والعمل الحزبي هو عمل تطوعي للارتقاء بالحزب ولصالح للوطن والمواطن والبعد عن أي مكاسب شخصية، وهذا هو الأساس لدينا داخل الحزب، والطاقم الذي يدير الوضع داخل الحزب لا يكل ولا يمل من أجل تحقيق هدف أسمى وهو تحقيق الصالح العام لهذا الوطن وأبنائه.
والاختيارات الجديدة كلها إيجابية وأناس مخلصون ومتخصصون ولدينا قامات سياسية وفكرية ونضم عددًا من الوزراء السابقين لديهم صفات حزبية وهناك عدد آخر سيتم انضمامه في الفترة المقبلة، كما أنه لدينا في أمانة اللجان النوعية المتخصصة التي يقودها الدكتور عمرو سليمان والتي تضم داخلها نحو ٣٧ لجنة نوعية، وبها أسماء وقامت كبيرة تعطي طاقة إيجابية للعمل نتيجة وجود هذه التشكيلات.
هنا معيار الاختيار هو الحاكم لنجاح هذه المنظومة.. فما هي تلك الأسس والمعايير التي وضعها الحزب بالنسبة للدماء الجديدة التي ترغبون في ضخها؟
معيار الاختيار يختلف من مكان لآخر، يعني مثلا في المحافظات القبلية لابد أن يكون له ثقل في محيطه ولديه الانتشار والحضور، وبالتالي الناحية الاجتماعية وتقارب المواطنين حولك ليست بالأمور السهلة والمواصفات التي تتوافر في كثيرين.
ومن ثم لابد أن يكون لديه العلم الكافي وكذلك نستهدف نواب البرلمان وبالفعل لدينا عدد من أمناء المحافظات من أعضاء مجلس النواب وهي تعطي دعما كبيرا وقوة دفع كبيرة أيضا لأمانة الحزب لما له من قدرة سياسية ويمتلك العلم والفكر والتواصل مع الجهات التنفيذية.